اعتذار الإسلاميين عن الوزارة

تم نشره الثلاثاء 08 شباط / فبراير 2011 03:36 صباحاً
اعتذار الإسلاميين عن الوزارة
ماهر ابو طير

من الطبيعي أن يعتذر الاسلاميون عن المشاركة في حكومة البخيت ، او اي حكومة اخرى ، لان التوقيت والظرف اختلفا تماماً.

قاطع الاسلاميون الانتخابات النيابية الاخيرة ، بعد ارث صعب يحملونه جراء الانتخابات النيابية والبلدية ، عام الفين وسبعة ، وفوق هذا الارث ، خروج جمعية المركز الاسلامي الخيرية من ايديهم ، باعتبارها الذراع الانساني لجماعة الاخوان المسلمين.

التيار الغالب داخل الاسلاميين ، يتخوف من المرحلة المقبلة ، لانه يريد تغييرات جذرية على مستوى الاصلاح السياسي ، وقوانين الانتخابات والاجتماعات العامة ، وبقية الملفات ، وهناك حذر في صفوف الاسلاميين حول قدرة الحكومة على تغييرات جذرية.

من حيث المبدأ كان من الطبيعي ان يعتذر الاسلاميون عن المشاركة في حكومة البخيت ، بسبب الملفات القديمة العالقة بين الطرفين ، ومن الطبيعي ايضاً ان يغيب الاسلاميون حتى لو كان المكلف شخصاً آخراً غير البخيت ، حتى لاتبدو القضية شخصية.

في المعلومات ان ملف الاسلاميين لم يتم حسم كثير من تفاصيله حتى هذه اللحظة ، بما في ذلك ملف جمعية المركز الاسلامي الخيرية ، ومازال القرار معلقاً بشأن اعادة الجمعية لهم ، ومازالت شخصيات اسلامية امام القضاء على خلفية ملف الجمعية.

امامنا انتخابات بلدية ، خلال فترة وجيزة ، وهي اختبار لقدرة الحكومة على احتمال ترشح الاسلاميين ، وفوزهم ببلديات في مختلف مناطق المملكة ، والمؤكد هنا ان خيار الاسلاميين هو الصبر على الحكومة حتى رؤية مؤشرات الاداء ، تجاه مختلف المكونات.

بعض شخصيات جماعة الاخوان المسلمين حللت المشهد بعيداً عن الاعلام بقولها انها تريد مكانتها الطبيعية ، لا تحجيمها ، ثم اعادة مكانتها اليها ، ثم تحجيمها ، فتصير العلاقة مع الاسلاميين وظيفية بهكذا معنى.

معنى الكلام ان الاسلاميين يتخوفون من الغزل الحكومي ، لانهم غير واثقين بما خلفه ، من توجه ، وهل يأتي بشكل استراتيجي ، ام انه مؤقت ومرحلي لغايات تجاوز عقدة الظرف الحالي.

حالة اخرى يواجهها الاسلاميون ، تتعلق برأي الشارع ، الذي اخرج مسيرات منفصلة عن الاحزاب والجماعات ، ومدى القدرة على الظهور بمظهر من يقطف ثمرة وجوده ، منتهزاً عتب الشارع ، معاكسا اياه ، عبر التوزير في الحكومة الجديدة.

هناك من يرى من الاسلاميين ان قطف ثمرة وجودهم عبر رفع رصيدهم في الشارع فقط ، افضل للحركة من التوزير والدخول في مرحلة غير واضحة الملامح.

بعض الاخوان يرون المرحلة المقبلة بطريقة مختلفة ، اذ ان الاستخلاصات تقول ان الوضع الاقتصادي ليس سهلا ، والظروف بمجملها حساسة ، واي تواجد في الحكومة سيؤدي الى كلف رهيبة على رصيد الجماعة.

هذا سبب آخر للاعتذار ، عن المشاركة في الحكومة الجديدة ، وهو اعتذار تطابق مع امنيات قوى محددة ، تمنت غياب الاسلاميين وعدم مشاركتهم ، لانها لاتريدهم اساساً في الواجهة ، وتتحفظ بقوة على اعادة مساحتهم اليهم.

ليس من دليل على انفتاح عميق تجاه الاسلاميين ، الا قانون الانتخابات ، والاصلاح السياسي ، وقد يكون مطلوباً دفعة تحت الحساب للحركة الاسلامية ، تتمثل بحل عقدة جمعية المركز الاسلامي الخيرية اولا.

اعتذر الاسلاميون برغبتهم ، وصفق خصومهم لهذا الاعتذار...وسنعرف الرابح من الخاسر قريباً.(الدستور)
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات