أسماء الوزراء في حكومة البخيت

تم نشره الأربعاء 09 شباط / فبراير 2011 01:45 صباحاً
أسماء الوزراء في حكومة البخيت
ماهر ابو طير

 هذه اول مرة منذ سنوات طويلة ، لا يهتم فيها الشارع الاردني كثيراً بأسماء الوزراء الذين سيدخلون حكومة البخيت ، فلا متابعات للاسماء ، ولا بورصة ساخنة للاسماء المتداولة.

عدم الاهتمام بأسماء الوزراء الجدد ، او العائدين ، برز خلال السنوات الخمس الاخيرة ، لكنه تزايد ، حتى وصل الى ذروته هذه الايام ، وهي ذروة تقول شيئاً ، ولها سرها ومعناها في ذهنية من يحلل المشهد.

السبب واضح ، فقد ادرك الناس ان القصة ليست قصة اسماء ، فقط. من سيأتي ومن سيخرج ، ومن سيعود. اذ ان للاسماء دلالات ، غير انها تبقى دلالات محصورة ، وقليلة ، وغير كافية ، في تقييم اي حكومة.

سابقاً كانت تدب "الهستيريا" في اوساط السياسيين والمتابعين ، عند تشكيل اي حكومة جديدة ، او اجراء تعديل وزاري ، فيتم تبادل المعلومات والقوائم الصحيحة والقوائم "الوظيفية" التي يتم عبرها التذكير باسم ما عبر التذاكي والقول ان اسم فلان مطروح،،.

هذه المرة لا اهتمام بالاسماء ، وان كنا نلمس استمرار ظاهرة تقديم "اوراق الاعتماد" من جانب المستوزرين ، عبر كتابة مقالة هنا او هناك ، او الافتاء بالشأن العام ، لتذكير صاحب القرار بوجود "عبقريات" لم تأخذ فرصتها ، وان لديها الحلول السبعة السحرية لكل شيء.

تأثير وسائل الاتصال من انترنت وستالايت وغير ذلك من وسائل ، بات واضحاً ، فالجميع يطرح ذات السؤال بصيغ مختلفة ، عن الذي يمكن ان يفعله الوزير في ظل منظومة كاملة بحاجة الى اصلاحات ، وفي ظل قلة المال ، والعجز والديون ، وقضايا اخرى.

على العكس ، بات موقع الوزير سبباً في الترحم على الوزير المكلف ، والتأسف على قدره الذي جاء به وزيراً ، لانه سيكون تحت مطارق الناس والاعلام والنواب ، والتذمر والتشفي ، وسيدخل عبر زفة ، وسيخرج عبر زفة ، وقد يخسر الكثير مما له اساساً.

هذه الحالة انتجت حالة غريبة في الحكومتين السابقيتن ، اذ ان كثرة من الوزراء كانوا يفضلون الاختباء ، والابتعاد عن الرأي العام ، وعن رادارات النقد الحلال ، والنقد المغرض ، فلا تراهم في مؤتمر ، ولا تسمع لهم خبراً ، لان الاختباء اصبح الفضيلة الكبرى.

عدم الاهتمام بأسماء الوزراء الجدد ، مرده ايضاً ، قناعات الناس بالحاجة الى برامج وخطط والى استراتيجيات يتم تنفيذها ، والى خط واضح ، خصوصاً ، ان الناس ملت من اسقاطات الاسماء على وضع بلد بأكمله ، فالقصة لم تعد قصة اسماء باختصار.

البخيت اخذ وقتاً في تشكيل الحكومة ، والوزارات تدار عبر الامناء العامين ، وكأن المشهد يقول ان هذا الفراغ يمكن ان يتحول الى اختبار على الارض لجدوى وجود وزراء ، ما دامت كل الامور تمشي على قدمين ويدين.

لن تكون هناك مفاجآت خطيرة على مستوى الاسماء ، فهذا هو "البيدر وهذا هو قمحه" ولعلنا لاول مرة نسأل عن البرنامج بشكل عميق قبل الاشخاص ، ودلالات الاسماء.

ليس مهماً الاسماء التي سيختارها البخيت ، الا بمقدار ارتباطها ببرنامج الحكومة ، وهل هناك خطة محددة وواضحة وسريعة ، لمعالجة كل الملفات المؤجلة من الاصلاح السياسي الى محاربة الفساد ، الى اذكاء الحريات العامة ، الى تحديد مشروع وطني لنا.

لاسم الوزير وشخصه وخبرته وتوجهه ، دلالات سياسية ، غير انها باتت قليلة التأثير مقارنة مع ما ينتظره الناس ، من حكومة بكل ما فيها وما لها وما عليها ، وما هو منتظر منها ايضاً.

الثابت الوحيد هو معالي الشعب الاردني. أليس كذلك؟.

(الدستور)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات