الانتخابات الفلسطينية .. استحقاق أم مناورة؟

تم نشره الإثنين 14 شباط / فبراير 2011 02:38 صباحاً
الانتخابات الفلسطينية .. استحقاق أم مناورة؟
عريب الرنتاوي

 
صبيحة اليوم التالي لسقوط نظام حسني مبارك ، وفي توقيت لافت للانتباه حقاً ، أعلنت السلطة الفلسطينية عزمها إجراء انتخابات "بالجملة" في "قواطع عملياتها" وحيثما تيسّر في المنافي والشتات.. انتخابات من المفترض بها إن تأتي برئيس ومجلسين ، تشريعي ووطني ، على أن يتم كل ذلك قبل أيلول القادم ، وبعد أن تكون القرى والبلدات الفلسطينية قد انتخبت مجالسها المحلية.

لم يأت بيان "ما تبقى" من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على ذكر الكيفية التي سيجري بها ، تذليل عقبة الانقسام الفلسطيني ، لم يقل البيان أن المنظمة والسلطة ستبذلان كل جهد متاح لإنهاء الانقسام قبل الانتخابات.. جل ما صدر عنها "نداء فارغ من كل مضمون" حول الحاجة لتأجيل القضايا الخلافية ، سياسية كانت أم أمنية ، وإحالتها على المجلس التشريعي المنتخب لتُحسم هناك.. لم يقل البيان كيف يمكن لعناصر حماس وقيادتها في سجون السلطة وتحت مرمى أجهزتها الأمنية أن تخوض غمار الانتخابات في الضفة.. لم يقل كيف يمكن لها أن تجري انتخابات في غزة الخاضعة لسيطرة حماس.. لم يقل البيان كيف سيتم تنظيم الانتخابات في القدس ، وما إذا كانت حكومة اليمين واليمين المتطرف ستسمح بإجرائها ، وبمشاركة جميع القوى السياسية ، حكومة نتنياهو التي تبعد قادة حماس وتعتقل نواب القدس وتنفيهم.

كل هذه تفاصيل لا قيمة لها من وجهة نظر "الديمقراطيين الجدد".. فالمزاج الديمقراطي للسلطة عال العال.. المهم أن نذهب إلى صناديق الاقتراع ، في أكبر موسم انتخابي تعرفه مناطق السلطة.. "أربعة انتخابات بقرار واحد وسنة واحدة" على طريقة الدعايات الإعلانية الترويجية لبعض السلع.. وكل ذلك بعد ليلة واحدة قضاها فريق رام الله من دون حسني مبارك وعمر سليمان.

هل هي يقظة حقيقية على الحاجة لإصلاح النظام السياسي الفلسطيني.. هل هي روح ميدان التحرير وقد طافت فوق رؤوس "الأخوة" في رام الله؟.. أم أننا أمام مناورة إلهاء للرأي العام الفلسطيني وصرف النظر عن فضائح وثائق الجزيرة التي ثبتت صحتها بدلالة استقالة كبير المفاوضين.. هل هي صحوة ديمقراطية أم عملية خداع وصرف انتباه الفلسطينيين عن ثورة الشعب المصري التي وقفت القيادة الفلسطينية منها موقفاً سلبياً منذ "الاتصال الهاتفي للاطمئنان على سلامة مبارك".

لن تجري الانتخابات في الموعد المحدد ، اللهم إلا إذا كان هذا الفريق قد قرر الذهاب في مشروع "السلام الاقتصادي" ودويلة الكانتونات" إلى نهاية المطاف ، وأحسب أنه بات أضعف من أي يفعلها.

نحن نستبعد ذلك ، فـ"الجماعة" فقدوا السند والغطاء في القاهرة ، وهم كسعد الحريري وجماعته في بيروت ، يبحثون عن مظلة اعتدالية عربية فلا يجدونها.. المملكة العربية السعودية سحبت يدها رسمياً وبقرار معلن من وزير خارجيتها ، من الملفين الفلسطيني واللبناني ، و"مصر ما بعد حسني مبارك" لديها حتى إشعار آخر ، ما هو أكثر أهمية من "الورقة المصرية" ومناورات بعض أركان السلطة المستوحاة من روح العمل الطلابي ومناكفاته.

هي مناورة ، ولعبة شراء وقت وصرف انتباه.. هي محاولة لرمي الكرة في ملعب حماس التي كانت سترفض حتماً إجراء الانتخابات في ظل الانقسام.. هي وقت مستقطع يراد به الوصول إلى شهر الاستحقاقات المزدحمة في أيلول المقبل ، بأقل قدر من "غضب الضفة" وسخط الشارع وهتافاته المدوية.

لقد سئم الشعب المصري رئيسه الذي قضى في سدة الحكم ثلاثين حولاً.. والأرجح أن الشعب الفلسطيني سئم حد الضجر ، من رموز قضت في سدة اللجنة التنفيذية قرابة الأربعة عقود من الزمان.. شاخت وشكلت الأخاديد ملامح وجوهها وهي "على الهواء" يومياً.. إنها قصة مملة ومضجرة ، ولا تليق بشعب الجبّارين ، خصوصا في الزمن المصري والتونسي الجميل.

 
(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات