أبعاد عربية للثورة المصرية

تم نشره الثلاثاء 15 شباط / فبراير 2011 01:22 صباحاً
أبعاد عربية للثورة المصرية
د. فهد الفانك

 

ما حدث في مصر ليس انقلاباً عسكرياً بل ثورة شـعبية، وإذا كان ما حدث في تونس يخص تونس، فإن ما حـدث في مصر يخص العالم العربي كلـه.

مصر أكبر دولة عربية عانت من الجمود والشيخوخة، واستقالت من دورها العربي، وهي الآن مرشـحة لأن تسترد هذا الـدور المحوري.

بدون مصر أصبح العالم العربي مجرد غنيمة يسـيل لها لعاب الجوار الأقوياء الطامعين، إسـرائيل، إيران، تركيـا (ونترك أميركا جانباً مؤقتاً).

مصر الحرة تستطيع الآن أن تسـترد شبابها، ودورها العربي الذي كان لها حتى 5 حزيران 1967، ليس لأنها تطلب دوراً بل لأن الـدور العربي يطلبها.

النظام السابق لم يسـمح بقيام معارضة ديمقراطية من خلال المؤسسات الدستورية فقامت المعارضة من خلال الشـارع. وكان من الطبيعي أن تتحول لمواجهة النظام الذي أغلق باب الإصلاح من داخل النظام. وبدلاً من تداول السلطة تم إسـقاطها.

اسـترداد مصر لدورها ونهوضها بهذا الدور ليس مسألة وطنية مصرية فقـط، بل مسألة قومية، تهم الأمة العربية بأسـرها، التي تريد الخروج من مرحلة التراجع والاستسلام، وقد أفقـدها نظام مبارك دورها القومي القيادي، الأمر الذي يفسر احتفال الأمة العربية من المحيط إلى الخليج بانتصار الثورة المصرية باعتباره انتصاراً عربياً وعـودة للروح الذي فقـدت لمدة طويلة.

في ظل مبارك قامت مصر بدور سـلبي تابع، فقد أسهمت في تحريض أميركا على العراق ثم سـاعدتها على احتلاله، وحاصرت قطاع غزة، وجعلت الاستسلام العربي لإرادة إسرائيل قراراً استراتيجياً عربياً، وتخلفت في السباق النووي.

نجاح الثورة المصرية باتجاه الديمقراطية لا يعني بالضرورة قيام ثورات مماثلة في البلدان العربية، فالكلفة باهظة، بل يعني تحقيق نتائج مماثلة، فالإصلاح والتحـول الديمقراطي أصبح ضرورة حتمية مفـروغاً منها، لأن البديل معروف، ولا يستطيع أحد أن يقـف في وجه حركة التاريخ.

الدرس واضح : أميركا لا تحمي حلفاءها الذين يخسرون شعوبهم، فهي تريد حلفاء مقبولين في بلادهم، قادرين على الإنجاز، وليس حكاماً أعباء يحتاجون أميركا لتحميهم من شعوبهم.

أولويـة أميركا هي مصالحها الاقتصادية والإسـتراتيجية، ولكن هنـاك أيضاً قيماً أخلاقية ومعنوية والتزاماً بالديمقراطية، ومحاولة للتوفيق بين المصالح والقيم.

(الراي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات