هذه الحرباوات .. الى متى !!

تم نشره الثلاثاء 15 شباط / فبراير 2011 01:27 صباحاً
هذه الحرباوات .. الى متى !!
خيري منصور

 هذه أصلح مفردة في قاموس العدمية الاخلاقية يمكن استخدامها بعيداً عن خدش الذائقة العامة وان كانت هناك مفردات عديدة اخرى أدق منها لتوصيف سلالة من شهود الزور ، الذين يقولون بأن الارض مستديرة صباحا ومستطيلة مساء ومثلثة أو شبه منحرف في آخر الليل،

بالأمس سمعت أحد هؤلاء يعزف بأصابع مسروقة من أحد الشهداء على الشاشة ذاتها التي كان يبشر عبرها بالسلطان العادل ويقارنه بالفاروق عمر وليس بالفاروق الألباني.. مئة وثمانون درجة استدار في أقل من أربع ساعات فقط ، ولحسن الحظ فان الناس لم يفقدوا ذاكرتهم ، ولم يصب مجتمع بأسره بالزهايمر الوبائي لهذا قاطعه أحد المشاهدين هاتفيا مطالباً اياه بأن يخرس ويكف عن الكذب ولا أدري من أين أتى ذلك الاعلامي الضليع في فقه التضليل بالقوة وهو يرد على من قاطعه مزايداً عليه ، وقدم نفسه بأثر رجعي كمقاوم ومعارض يجب أن يعاد اليه الاعتبار الآن..

على شاشة اخرى رأيت مذيعاً يتحدث عن الاستبداد الذي وضع الشباب الثائر له نهاية.. وكدت أصرخ وأنا أراه يتشدق بعبارات مسروقة من ضحاياه ، لأن لي تجربة معه ، وكان قد حاول استضافتي على شاشته السوداء ذات مساء ، لكنه طلب مني أن أقدم استثناء واحداً من الاستبداد ، وذلك فيما يتعلق بما كنت كتبته عن تحول طبائع الاستبداد لعبدالرحمن الكواكبي النهضوي الذي هرب من حلب الى مصر ومات مسموماً فيها الى ما اسميه صنائع الاستبداد.. واعتذر المذيع عن استضافتي في الربع الساعة الأخير لأنني رفضت ما سماه استثناء ورأيت فيه في حال وجوده انه تكريس للقاعدة.. وان كان هذا الاستثناء أساساً عديم الوجود،

كيف يمكن لانسان واحد ان يكون حليف القاتل والضحية بالحماس ذاته؟ وان يكون مع الملاك والشيطان ومع الله وقيصر في الدقيقة ذاتها وعلى الشاشة ذاتها؟

لقد ألحق بنا هؤلاء الحرباوات التي تغير لون جلدها مرات في اليوم الواحد اضراراً لا تقل عن الاضرار التي ألحقها بنا نيرونات وستالينات وبينوشيهات هذا العصر.. لأنهم شهود زور ، يقلبون الحقائق ، ويخلطون نابل القاتل بحابل القتيل ، ويفقدون الناس آخر ما تبقى من الثقة بالكلمة سواء كانت مكتوبة او منطوقة،

ولا أدري لماذا يتغافل من يثرثرون عن الفساد السياسي والاقتصادي عن هذا النمط من فساد الضمير ، الذي تحول الى وباء اعلامي استشرى بحيث أصبح من الصعب حتى التلقيح ضده،

هذه السلالة الجوبلزية كذبت وكذبت حتى صدقت نفسها ، وتريدنا ان نصدقها بعد أن ضبطناها متلبسة بعريها الأخلاقي والسياسي ، فالحرباء لم تستطع اشعال النار في الجسد الذي أحرقت النار حتى نخاعه ، لكنها بفحيحها الأخرق تعبر عن نيتها ، تماماً كما عبر الضفدع عن نواياه وهو ينقل قطرات من الماء الى الجسد المحترق،

متى تنقرض هذه السلالة الديناصورية من حياتنا الثقافية والسياسية؟ لكي يعاد الاعتبار الى الكلمات مثلما يعاد الى الناس ، فأزمة الثقة الكارثية في نتائجها والتي تسبب بها هؤلاء بين القارىء والمقروء والمشاهد والمشهد والسامع والمسموع أصبحت بلا حدود.

ان لدى هذه الحرباوات مهارة خارقة في فك نفسها من ذيول من يرحلون ، لتعيد ربط نفسها بمن يأتون...،،

 (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات