الشرعيات الوطنية في مواجهة التغيرات الدولية والإقليمية

تم نشره الثلاثاء 19 شباط / فبراير 2019 01:07 صباحاً
الشرعيات الوطنية في مواجهة التغيرات الدولية والإقليمية
د. رحيل محمد غرايبة

يتعرّض العالم كله إلى جملة من التغيرات الدولية الكبيرة التي تطال الأقاليم والدول والحدود والشعوب والأنظمة والعلاقات المتعددة فيما بينها، وإعادة بناء التحالفات من جديد بناءً على التوازنات الجديدة بين القوى الدولية والإقليمية نتيجة الاختلالات الطارئة على موازين القوى ونتيجة تطور طرق الإدارة والتدخل السريع من جهة الدول الكبرى، وكذلك نتيجة التطور الهائل في عالم التسلح، واختراع منظومات دفاعية وهجومية متطورة جداً وتملك قدرة هائلة على التأثير في حالة الخصم عن بعد دون حاجة لنقل القوات والمعدات كما كان يحدث سابقاً .
كل الدول تحاول قراءة المشهد العالمي المتغير، وترصد أثر ذلك على الأقاليم والمناطق الساخنة، وتحاول جاهدة مسابقة الزمن في امتلاك القدرة على التكيف مع الأوضاع الجديدة، وما يتطلبه ذلك من إعداد وتدريب وتغيير في الأدوات وطرق الإدارة، وامتلاك القدرة على امتلاك أوراق القوة المطلوبة، والقدرة على إدارتها بنجاح وفاعلية، وبناء التحالفات الجديدة التي تحقق مصلحة شعوبها وتضمن استقرار دولها ومؤسساتها، وتقلل حجم الخسائر المترتب على هذه التغيرات الحتمية التي تعصف بالعالم.
الدول العربية مازالت تمثل الساحة العالمية الأكثر تغيراً والأكثر حرارة، والأكثر صراعاً وتنافساً بين القوى الدولية والقوى الإقليمية، وما زالت محلاً للأطماع الدولية والإقليمية بشراهة.
ويعود حجم التنافس الدولي الإقليمي على الساحة العربية إلى مجموعة من العوامل والأسباب، تتمثل بغياب المشروع السياسي العربي، وغياب التنسيق الفاعل والجاد بين الدول العربية وضعف الجامعة العربية، والاختلاف الكبير بين الدول العربية في الرؤية السياسية، في أطر التحالفات وصياغة المواقف العربية إزاء القضايا الكبرى.
وفي مواجهة هذه التغيرات الكبيرة ينبغي على الزعماء العرب وعلى القوى السياسية كافة وكذلك على الشعوب الالتفات إلى ما يلي:
أولاً: التحول الفوري نحو الديمقراطية، وإعطاء الشعوب حقها في الاختيار الحر النزيه القائم على الإرادة الشعبية المطلقة في اختيار حكامها وحكوماتها، وتمكينها القدرة على المحاسبة والرقابة الفاعلة.
ثانياً: الارتكاز على مبدأ الشرعيات الوطنية التي تستند اليها الحكومات المشكلة، والحيلولة دون استيراد الشرعيات من قوى وجهات خارجية، ودون الاستناد إلى القوة والعصا الغليظة في تمكين الاستقرار السياسي.
ثالثاً: العمل على بلورة مشروع سياسي عربي يضمن توحيد الصف العربي على المصلحة العربية العليا، ورؤية سياسية موحدة إزاء المواقف السياسية الدولية والإقليمية.
رابعاً: وقف النزاع العربي بكل أشكاله وإيجاد آلية لمعالجة الاختلافات العربية دون تدخل أجنبي.
خامساً: الشروع في تشكيل سوق عربية مشتركة تضمن التكامل الاقتصادي والسير المتدرج في تشكيل القوة الاقتصادية العربية.

الدستور - الثلاثاء 19-2-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات