من مصيدة أوسلو إلى فخ وارسو!

تم نشره الثلاثاء 19 شباط / فبراير 2019 01:08 صباحاً
من مصيدة أوسلو إلى فخ وارسو!
رشاد ابو داود

قبل أيام دارت الارض سريعاً. أصبنا بدوار السياسة ووضعنا رؤوسنا بين أكفنا حتى لا تسقط من مكانها كما سقطت فلسطين من أولويات بعض العرب. مركز الزلزال او الهزة، و بمعنى ادق السقوط ، كان في وارسو. شعار المؤتمر الذي جيشت له اميركا ثلاثا و ستين دولة كان تحت شعار «الامن و السلام في الشرق الاوسط» أما الشعور فكان مقززاً لكل عربي شريف.
نتنياهو، أكثر رؤساء الحكومات الاسرائيلية تطرفاً ومعاداة للعرب، يجلس بين مجموعة من ممثلي دول عربية، يتناول معهم « الخبزوالملح «. وربما كان على المائدة كتف طفل فلسطيني مشوياً بنار قناص اسرائيلي، نبيذ من عنب الخليل، و عصير مسروق من برتقال يافا المحتلة.
فكرة المؤتمر جاءت في البداية كمقترح أمريكي لعقد اجتماع دولي من أجل الضغط على إيران، لكن عددا من الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة لم يبدوا حماسا للفكرة. فالواقع أثبت أن التركيز على إيران فقط من شأنه أن يسلط الضوء على الانقسام في المعسكر الأوروبي في أعقاب قرار إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران وقوى الغرب.
لذلك تم التوسع في أجندة المؤتمر ليكون اجتماعا على المستوى الوزاري «يروج لمستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط.» ولم يرد اسم إيران في جدول أعمال المؤتمر بعد أن توسع ليشمل بعض القضايا العامة مثل تحديات الأوضاع الإنسانية، وأوضاع اللاجئين، والحد من انتشار الصواريخ، وتهديدات القرن الحادي والعشرين مثل القرصنة الإلكترونية والإرهاب.
وقد رفضت دول أوروبية كبرى، مثل ألمانيا وفرنسا، إرسال كبار دبلوماسييها بشأن المخاوف من أن مؤتمر القمة صمم بصورة رئيسية لبناء تحالف ضد إيران.
وبالفعل فقد تحول المؤتمر إلى منصة لتشكيل تحالف دولي لمواجهة السياسات الإيرانية، خاصة تلك المتعلقة بدعم تنظيمات مسلحة في الدول العربية، والبرنامجين النووي والصاروخي.
نتنياهو الذي يحرص على أن يخاطب الإسرائيليين عشية الانتخابات العامة قال : «لا أريد القول شرق أوسط حديث ولكن أنظروا للأمر العظيم الذي يحدث هنا حيث وزراء خارجية عرب يقولون علانية في مؤتمر دولي إن هناك حقا لإسرائيل بالدفاع عن نفسها وهم يتطرقون للهجمات التي نقوم بها وهم لا يدلون بها خلسة ووشوشة بل على مسمع 60 دولة «.
اليهودي جاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس ترامب ومهندس «صفقة القرن» التي لم يُعلن عنها بعد كان هناك. فهل عقد المؤتمر لتهيئة المنطقة لصفقة القرن التي تنفذ بنود منها عملياً الآن، بحيث تصبح ممهدة بالكامل لاسرائيل الكبرى وشطب فلسطين من الخارطة ؟!
صوت الاردن في وارسو كان وطنياً عروبياً. فقد أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي أن حل الصراع على أساس حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وفق القرارات الدولية ذات الصِّلة ومبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق السلام الدائم والشامل. وقال إن موقف المملكة الذي يعرفه الجميع هو أن السلام حق وحاجة لجميع شعوب المنطقة وإن طريقه إنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق وبالتالي إنهاء العنف والخوف وضمان الأمن.
هؤلاء الذين على عقولهم غشاوة نسوا أن التاريخ يكتبه أحياناً المجانين لكن الجغرافيا راسخة. فبإمكان القوة ان تغير حدودا لكن ليس بامكانها ان تنقل أرضا من مكانها الى مكان آخر. ان عمر «اسرائيل» يعادل رمشة زمن لكن عمر ايران أزمان، والتعايش معها أسهل و أضمن من التعايش مع كيان غاصب هو نفسه غير واثق من بقائه.
لقد أثبت الزمن أن اتفاقية أوسلو كانت مصيدة للفلسطينيين، وسيثبت بعد فوات الاوان و استنزاف الثروات أن وارسو مصيدة للعرب المطبعين.

الدستور = الثلاثاء 19-2-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات