كيف يتحقق الأمن ..؟

تم نشره الجمعة 22nd شباط / فبراير 2019 12:23 صباحاً
كيف يتحقق الأمن ..؟
حسين الرواشدة

وردت كلمة «الأمن» في القرآن الكريم نحو 27 مرة، تارة على صيغة المصدر «واذا جعلنا البيت مثابة للناس وامنا» وعلى صيغة اسم الفاعل «رب اجعل هذا بلدا آمنا» وعلى صيغة الفعل «فان أمنتم بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته» وعلى صغية الاسم «واذا جاءهم أمر من الأمن» وهي كلها تشير الى معان ثلاثة: معنى الأمانة التي هي ضد الخيانة ومعنى الأمن نقيض الخوف ومعنى المكان اللآمن المستقر.
وفي القرآن الكريم ارتبط الأمن بالعبادة الصحيحة الناشئة عن جوهر الايمان «فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» وقد تقدم الأمن الغذائي والاقتصادي هنا على انواع الأمن الاخرى، كما ارتبط الأمن بدفع الظلم «الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن» بمعنى ان الظالمين او الفاسدين لا «أمن» لهم: لا اخذا ولا عطاء.
والأمن - بالطبع - حاجة انسانية ضرورية وحق انساني مصون ومقدس، فالاعتداء - اي اعتداء - على حياة الانسان وحريته هو اعتداء على حق الحياة والحرية في كل انسان، وما دام انه «حق» من الله تعالى فهو ثابت ولا يجوز التنازل عنه او التواطؤ عليه، وفي مقاصد الشريعة وضروراتها الخمس ما يشير الى ان حفظ النفس والمال والدين والعرض والنسل، كلها تندرج في اطار «الأمن» اي ضمان سلامة الانسان بكل احواله والانسان - هنا - بمطلقه، اي من حيث كونه انسانا، مسلما كان او غير مسلم.
كيف يتحقق الأمن بمعناه الشامل؟ الجواب في اقامة موازين العدل، والانتصار لمنطق الانسانية في الانسان، ومواجهة الفساد والافساد، وتعميق الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، ومواجهة ثقافة «الهزيمة» والانكسار، واشاعة مفهوم المسؤولية والاهتمام بمنظومة القيم الفاعلة والمنتجة وكبح جماح الطمع والتفرد، وهذه كلها يمكن وضعها في اطار «ترشيد» حالة التدين باعتبار ان الدين هو الباعث الأول على «التحضر» وعلى «الأمن» وعلى الاحساس بالمسؤولية الاخلاقية التي تبني المجتمع وتساهم في تقدمه.
ثمة من يختزل «الأمن» في اطاره الفني او في علاقة المواطن مع اجهزة الأمن، لكن الحقيقة ان الأمن - بمعناه الشامل - يتعلق بالانسان، علاقته مع ذاته ومع الآخرين ومع البيئة المحيطة ومع السماء ايضا، وفي تفاصيل ذلك يندرج الأمن السياسي مع الاجتماعي مع الغذائي مع الاقتصادي.. الخ، ولهذا جعل الاسلام الأمن مرتبطا بالايمان..فلا أمن لمن لا إيمان له.

الدستور - الجمعة 22-2-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات