أستانة 12 وهجوم إدلب

تم نشره الجمعة 22nd شباط / فبراير 2019 12:24 صباحاً
أستانة 12 وهجوم إدلب
حازم عياد

رغم الحشود الكبيرة لقوات النظام السوري على ادلب الا ان الشكوك قوية بإمكانية شن هجوم ناجح على المحافظة في ظل الانقسام الكبير بين اقطاب النظام السوري وعلى رأسها الفرقة الرابعة والفرقة الخامسة؛ اذ اشتبكت في سهل الغاب وعدد من المواقع في تنافس واضح على مناطق النفوذ وترافقت مع شكوك بولاء المقاتلين الجدد الذين انضموا لقوات الجيش السوري «النظام»؛ مسألة من الممكن ان تنعكس بقوة على معركة ادلب ودوافعها الحقيقية.
هجوم قرعت طبوله بعد قمة سوتشي اربعة، وازداد القرع صخبا مع اقتراب موعد انعقاد استانا 12 التي سيكون محورها الدستور السوري حيث حسم بشكل مؤقت بند علمانية الدولة لصالح بند متعددة القوميات والاعراق؛ ما يعني امكانية تشكل احزاب دينية واخرى قومية عرقية بل والاهم امكانية الوصول الى محاصصة في البرلمان والحكومة، امر يجد النظام السوري مشقة في قبوله.
صعوبات معركة إدلب لا تقتصر على تشتت قوات النظام السوري وتبعثرها السياسي بل وعلى مواقف القوى الحليفة؛ فالمليشيات المقربة من ايران اعلنت عن عدم مشاركتها في الحملة المقبلة كما لم تؤكد روسيا رغبتها في المشاركة في الحملة، فكلا الدولتين تملكان توافقات مهمة مع تركيا بل وتسعيان الى الوساطة بين تركيا والنظام السوري، مسألة من الممكن ان تنعكس بقوة على نتائج استانا 12؛ فتركيا كانت ولا زالت الطرف الاكثر رفضا لمفهوم علمانية الدولة والاكثر تمسكا بمفهوم متعددة الاعراق والقوميات.
ليس من المتوقع ان يشن هجوم واسع او ناجح على ادلب الا ان ساحات القتال ستشهد سخونة غير مسبوقة مع اقتراب موعد استانا 12 ومن ثم انعقاد سوتشي 5 ان صح التعبير؛ ذلك ان الاجتماع الثلاثي الايراني الروسي التركي سيعقد في المرة القادمة في انقرة.
عملية التفاوض حول الدستور السوري عملية باتت صعبة وشاقة وهي تترافق مع ترتيبات وحملات كبرى تمتد من الشمال الشرقي لسوريا الى الشمال الغربي؛ معركة ان حسمت سياسيا في استانا فإنه سيكون لها تداعيات كبرى على مستقبل سوريا بأكمله في المرحلة المقبلة، خصوصا ان امريكا ما زالت تحضر نفسها للانسحاب وتريد ضمانات معقولة للانفصاليين الاكراد، امر من الممكن ان يكون بند متعدد القوميات حلا مثاليا بالنسبة لأمريكا، الا انه سيبقى معضلة لتركيا فالقوات الانفصالية تحتاج الى اعادة هيكلة تتناسب مع متطلبات الامن التركي بل والايراني والروسي والاهم من ذلك المعايير السورية والعربية الداعية لوحدة التراب السوري.

السبيل - الاربعاء 20-2-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات