من وحي الثورة

هذه مجرد ملاحظات, غير سياسية, من وحي ثورة الشباب البطل في مصر وتونس. وكما ترون تتضمن اقتراحات كوميدية واخرى جدية, فالتاريخ مليء بالدروس المتناقضة:
1- بعد حديث استمر لعدة عقود من البطش والفساد في مصر وتونس وغيرهما, عن شعبية الحزبين الحاكمين فيهما ومنحهما ملايين الاصوات المزورة في انتخابات مزورة, ذابت هذه الاصوات فجأة ولم يجد نظاما بن علي ومبارك سوى القليل من البلطجية في لحظات الامتحان الشعبي العسير.
ولو قمنا بحسبة صغيرة وفق مزاعم الاحزاب البائدة المذكورة, نسأل هذه الاحزاب كيف تمكن عشرات الالاف في بداية الثورة في مصر وتونس من اطباق الحصار والخناق على النظام الفاسد فيهما ولديه كل هذه الملايين.. اليس لانها مجموعة اكاذيب ونمور من ورق ليس الا..
وبالمقابل ماذا عن بقية الانظمة التي تسوق الاكاذيب نفسها وتظهر انها تستمد شرعية وهمية من زعماء او طبقات او احزاب تتسلط على البلاد والعباد بالبطش والهمبكة..
2- بعد التسويق المعروف للسادات وفاروق نكاية بعبدالناصر لماذا لم ترفع صورة واحدة لهما في المسيرات المليونية التي اطاحت بالطاغية الفاسد والرئيس المخلوع, حسني مبارك, ولماذا بالمقابل لم تغب صور عبدالناصر عن اية مظاهرة..
الا يعني ذلك استفتاء شعبيا عفويا ضد كل ما مثله فاروق والسادات ومبارك ومع كل ما مثله عبدالناصر, من وحدة المشاعر والمصالح والتطلعات العربية ومن رفض الهيمنة والاملاءات الامريكية والصهيونية..
3- هذه العلاقة بين الطغاة الفاسدين وبين البلطجية مما يعكس روح الاجرام المتأصلة عند الاثنين فما من طاغية فاسد لم يستخدم البلطجية ضد الناس سواء في الانتخابات او الاحتجاجات وغيرها..
4- اقتراح بان تخصص جزيرة نائية او مكان (معتدل) لتجميع كل الطغاة الهاربين وتحويلهم الى مكان سياحي لمن يرغب في رؤية هذه المستحثات البائدة..
5- اقتراح بان تقوم الدول الدائنة والصناديق الدولية بخصم او اقتطاع او تسديد ديون بلدان العالم الثالث من ارصدة واموال الطغاة في هذه البلدان, سواء الذين خلعوا وهربوا او الذين لا يزالون يجثمون على صدور شعوبهم..
6- اقتراح للذين بكوا على سقوط الطاغية من امثال السنيورة وجماعة 14 اذار اللبنانية وجعجع ومن امثال عادل امام ويسرا وتامر حسني وعمرو ذياب وسماح انور وغيرهم من السياسيين والمثقفين والفنانين والاعلاميين اقتراح بان يخصص لهم حائط مبكى في جزيرة الزعماء المنفيين المذكورة باسم حائط معسكر الاعتدال او الاحتلال, على حد سواء..
7- اقتراح للقوى المترددة والانتهازية سواء في اليمين او اليسار والتي ظلت متأخرة كثيرا خلف شبان ساحة التحرير بان يتقاعدوا من العمل السياسي والكف عن تقديم النصائح والتحليلات. فالطوفان الديمقراطي القادم اكبر بكثير من قدرتهم على السباحة وركوب الموجة..0
(العرب اليوم )