توريث العجز والمديونية من المسؤول ؟

تم نشره الثلاثاء 22nd شباط / فبراير 2011 02:06 صباحاً
توريث العجز والمديونية من المسؤول ؟
د. فهد الفانك

 

كل حكومة جديـدة تشـكو من أن الحكومة التي سـبقتها أورثتها عجـزاً كبيراً في الموازنة العامة وارتفاعاً في المديونية، وتتعهـد بأنها بدورهـا لن ترحـّل المشاكل إلى المستقبل أو تشتري وقتـاً.

لكن الحكومات الشاكية لم تقصـّر بدورها في توريث الحكومة التي تليهـا عجزاً كبيراً أو مديونية ثقيلـة، وبالتالي يتحـول المشتكي إلى مشتكى عليه وهكذا.

الدين العام يورث فعلاً، ولكن الحكومة ليست مسؤولة عن حجم المديونية كما تسلمتها، بل عن الزيادة في المديونية التي تمت في عهـدها.

أما عجـز الموازنة فلا يورث لأن كل موازنة تبدأ من الصفر، وتسـتطيع الحكومة إذا شاءت أن تتشـدد فتخفض العجز، أو أن تتساهل وتسمح للعجز بالارتفاع. لكن عجـز سنة ما لا يفرض عجز السـنة التالية، الذي يمكـن أن يزداد أو ينقص حسب سياسة الحكومة ومـدى حسـها بالمسؤولية.

الحكومة السـابقة ورثت مديونية صافية تبلـغ 9660 مليون دينـار أو 54% من الناتج المحلي الإجمالي لسـنة 2009، وأورثت الحكومة التالية مديونيـة تبلغ 11250 مليون دينار أو 58% من الناتج المحلي الإجمالي، أي أن المديونية لم ترتفـع بالأرقام المطلقـة فقط بل ارتفعـت كنسـبة من الناتج المحلي الإجمالي أيضاً، لأنها كانت تنمو بأسـرع من النمو الاقتصادي العام بالأسـعار الجارية.

لو جرى تطبيق مشـروع الموازنة لسنة 2011 فإن الخزينة كانت سـتقترض أكثر من مليار دينار، غير اقتراض المؤسسات الحكومية ذات الموازنات المستقلة، مما يشـير إلى الإدمان على الديـن في إدارة القطاع العام لدرجـة لم تعد مأمونة، ولا يجوز أن تسـتمر لمجرد استرضاء هذه الجهة أو تلك على حساب الأمن الاقتصادي.

أسـوأ سياسة يمكن الأخذ بها هي تأجيل القرارات الصعبة، واللجوء في المقابل إلى التنازلات والتساهلات لشـراء الوقت وترحيل المشـكلة إلى المسـتقبل، الأمر الذي يتطلب تحـويل وزير المالية إلى موظف يؤمـر فيطيع ويلبي الطلبات، بدلاً من أن يكون المدير الصارم لماليـة الدولـة.

صندوق النقـد الدولي الذي يراجـع الأداء الاقتصادي بشـكل دوري لم يحذر من خطر تفاقـم المديونية طالما أن الدائن الأجنبي مضمون بوجود 12 مليار دولار لدى البنك المركزي. ولكن ماذا عن خدمة الديون التي تأكل نسبة متصاعدة من الموازنة العامـة؟.

 

(الراي)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات