أين الخطوط الحمراء ؟

تم نشره الأربعاء 09 آذار / مارس 2011 02:36 صباحاً
أين الخطوط الحمراء ؟
د. فهد الفانك

 

نعيش هذه الأيام مرحلة من السيولة وعدم الانضباط. وهناك انطباع عام بأن المسؤولين في الحكومة والقطاع الخاص جاهزون للاستجابة لجميع المطالب، سواء كانت عادلة وقانونية أو لم تكن، ومن هنا نجد كثيرين في حالة اعتصام، بعضه يقع في باب الابتزاز.

كان الاعتصام خطوة أخيرة للمظلومين بقصد لفت النظر لعدالة قضيتهم، ولكن أصبح الآن الخطوة الأولى للطامعين في مال الدولة وأرضها ووظائفها وإعفاءاتها وبعثاتها وعطاياها. القاعدة: اعتصم ثم طالب. كما أصبح التصعيد كلمة دارجة في اللغة اليومية.

المؤسف أن طلاب الشعبية جاهزون لتأييد كل المطالب وكل الاعتصامات ولو كانت مطلوبة من جسد الوطن ودمه، وليس هناك من يقول للمتعسفين: لا.

وتحت اسم تحفيز الاقتصاد أصبح مطلوباً من الدولة أن تقدم إعفاءات من الضرائب والرسوم، وأن تدعم المواد الغذائية والمحروقات والأعلاف، وأن تثبت أسعار السكر والأرز والشاي والقهوة بصرف النظر عما يحدث في السوق العالمية، وأن تدفع نصف سعر الفائدة عن بعض فئات المقترضين، وأن ترفع الرواتب.

لا بد من رسم خطوط حمراء يقف عندها الجميع، لأن تجاوزها يشكل اعتداء على مصلحة الوطن.

لا يجوز مثلاً المطالبة بما يرفع عجز الموازنة العامة، لأن الزيادة تعني الغرق في المديونية، والنتيجة أزمة خانقة يدفع الناس ثمنها كما دفعوا ثمن أزمة 1989.

ولا بد من التقيد بالقوانين والأنظمة والمعايير الدولية، لأن مخالفة هذه الضوابط تعني شريعة الغاب والتراجع الاقتصادي وخسارة مركز الأردن كبلد جاذب للاستثمارات العربية والأجنبية.

موضة الاعتصامات أصبحت قديمة، ولا تحرك مشاعر إيجابية لدى الرأي العام، والتصعيد ليس أكثر من تهديد بإلحاق الأذى بالمصلحة العامة، والمسيرات الأسبوعية أصبحت مجرد استعراض روتيني أمام كاميرات المحطات الفضائية، لا تخدم سوى إعطاء الانطباع بعدم الاستقرار، واهتزاز الثقة العامة، وتجميد حركة الاستثمار الداخلي والخارجي، وبالتالي الركود والانكماش الاقتصادي الذي يدفع ثمنه الناس.

كثيرون قطعوا الخطوط الحمراء وكثيرون يتحفزون لقطعها، وقد جاء الوقت لمراجعة النفس، صحيح أن لنا حقوقاً ولكن علينا أيضاً واجبات، وقد أعطانا الوطن كل ما يستطيع فلا نحمله فوق طاقته.

 

(الراي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات