مواقف وحكايات

هل هذا فساد؟
كنت وما زلت ، أرغب في كتابة مقالات تهدف لتقصي حقيقة مرّة ، نعيشها نحن الصحفيين بمعاناة غير المعاناة ، وهذه الحقيقة متعلقة باختطاف مهنة الصحافة والإعلام ، وتوكيل مهماتها لآخرين ليسوا بصحفيين ، وهذه حقيقة ، نقدمها عبر مواقف وحكايات ، تعبيرا عن غضب وعجب ، ولا نناقش فيها أسماءً وأرقاما وتفاصيل ، على أن نفعل هذا بمهنية ومعلومة (موجودة) ، ونكتبه هنا وفي غير المكان ، لأننا قررنا كصحفيين عدم الصمت عن مثل هذه التجاوزات ، التي تزيد من مشاكلنا المهنية والمعيشية ، وتفعل الأفاعيل بالوطن ، خصوصا عندما تتم تولية الأمر لغير أهله.
خلال إعتصام الإعلاميين ، الذي (انطلق) في ميدان محمود الكايد الإثنين الماضي ، حضرت وجوه وغابت وجوه ، وربما لن نتحدث بدقة لو قلنا: إن المتضررين من الوضع القائم حضروا ، والمستفيدين غابوا ، وكنت سأتبنى مثل هذا القول وأدافع عنه ، لولا أنني التقيت بشخص (ليس زميلا) ، لأنه ليس صحفيا ، بل متسلق مستفيد من الصحافة والاعلام ، ودخله الشهري من (عائدات الوظائف الإعلامية الحكومية) يتجاوز دخل رئيس الوزراء نفسه ، وكم شعرت بالخيبة عندما وقفت مع هذا الإعلامي الخارق للعادة وللعرف وللقانون ، بينما كان يتخفى منزويا خلف "البكم" ، الذي استخدمه المتحدثون كمنصة..
سأكتب حقائق وأرقاما وربما (تاريخا) عن هذا النموذج من الدخلاء على المهنة ، لأنه يعبّر بقوة عن مدى التجاوز والاعتداء على مهنة الصحافة وعلى الصحفيين..
(2) هموم الرئيس
قبل أيام التقيت برئيس الجامعة الأردنية ، الدكتور عادل الطويسي ، وتبادلنا حديثا طيبا ، وشعرت حجم الضغط الملقى على كاهل رئيس الجامعة الأردنية ، خصوصا وأنه كان يتحدث قبل اللقاء بدقائق لبعض موظفي الجامعة المعتصمين ، وذكر الطويسي أن الوضع طبيعي جدا أن يقوم الناس بالتظلم والمطالبة بالحقوق ، وهو أمر لا مفر منه بالنسبة للمسؤول الصادق ، إذ يجب عليه أن يستمع للناس ، ويفتح أبوابه لهم ، ويتعرف همومهم وتظلماتهم..
وعن فتح أبواب المسؤولين أمام الناس ، أضاف الدكتور الطويسي همّا يعاني منه شخصيا ، فعلاوة على وراثته لقضايا شائكة كثيرة ، فهو يعاني أيضا من كثرة المراجعين وغياب التنسيق ، وقال: إن كثيرا من المراجعين يداهمونه في غير مكتبه ، بل يأتون الى بيته ، ويتحدثون عن عدم استطاعتهم الوصول إليه في مكتبه..
أدركت ما يرمي إليه الدكتور الطويسي ، وأشرت عليه بضرورة أن يكتب لك مكتبك تقريرا يوميا بما حصل ومن اتصل أو كتب لك عن أمر ولم يصل..الموضوع موضوع علاقات عامة ، يجب تغيير فلسفتها ، وعدم (تطنيش الناس) من قبل السكرتاريا وبالتنسيق مع المسؤولين المتضررين من القضية التي يحملها المواطن المراجع لرئيس الجامعة الأردنية..
الرئيس يعاني من كثرة المراجعين ومن أساليب التعامل معهم ، ويدفع ثمن هذا من وقته وحياته الخاصة.
الرئيس صادق وعملي ، لكنه ربما يحتاج إلى إعادة نظر في بعض قرارات تعيين أكاديميين بوظائف ليست أكاديمية ، وتحتاج لمختصين..
سنكتب عنها أيضا في مقالة أخرى ، لأننا أردنا هنا أن نكتب فقط عن هموم الرئيس ، خشية أن تتفاقم أكثر ، وتؤثر سلبا على جهوده الطيبة.