أسرار الحكومة!!

تم نشره الإثنين 14 آذار / مارس 2011 02:05 صباحاً
أسرار الحكومة!!
ماهر ابو طير

في المعلومات ، ان مساعدة نقدية محدودة تم دفعها للاردن ، وان هناك انتظاراً لمساعدات اخرى ، واذ كانت دول الخليج تخصص صندوقاً بعشرين مليار دولار لدعم دولتين عربيتين ، فان السؤال يبقى مطروحاً حول وضع الاردن الاقتصادي.

في المقابل تغرق البلد في اعتصامات متنوعة ، ولم يبق قطاع وظيفي الا واضرب واعتصم ، من العمال وصولا الى الاطباء ، وما بينهما من اصحاب المطالب ، والحكومة تقول ان العين بصيرة واليد قصيرة.

الواضح ان الحكومة غير قادرة على التعامل مع هذه الاعتصامات ، بغير المسكنات والكلام الجميل عن الحريات والتعبير عن المطالب ، هذا على الرغم من ان عدد الاعتصامات لاسباب مختلفة وصل الى مائة وعشرين اعتصاماً.

ادارة الحكومة للمشهد يجب ان تتغير ، بدلا من التعامل مع الاعتصامات باعتبارها دليل صحة وعافية ، والاتكاء على مبدأ يقول ان تعويض الغاضبين ، يكون بمنحهم حرية التعبير ، بدلا من تحقيق مطالبهم ، اتكاء غير سليم.

الجانب الاخر في الموضوع ، لا تجيب عنه الحكومة بصراحة ، لانها تخشى رد فعل هذه القطاعات ، فلا ترد على هذه القطاعات بما تنوي فعله او عدم فعله ، والنتيجة: اعتصامات في كل مكان.

الحكومة تعلن عن واحد وعشرين الف وظيفة دون ان تخبرنا عن مصدر المخصصات المالية التي ستغطي هذه الوظائف ، وبالمقابل لا تتجاوب مع مطالب المعتصمين ، بذريعة عدم وجود مخصصات مالية،،.

كل التركيز هو على الاصلاح السياسي ، دون ان يحدثنا احد عن الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي ، وحين يجوع الناس ، ويشعرون انهم يعملون برواتب قليلة ، وان غيرهم اثرى على حسابهم ، ينزلون الى الشارع.

النزول بطريقة حضارية الى الشارع ليس خطيئة. الخطأ يتعلق في عدم قدرة الحكومة على التعامل مع مطالب الناس ، فيلجأ الوزراء الى الاعتصام مع المعتصمين ، كما جرى في حالات معينة ، وهذا تسكين للمشكلة ، وليس حلا جذرياً لها.

بهذا المعنى تتحول الاعتصامات الى حالة وظيفية ، وكأن المطلوب هو اخراج صدى القهر من صدور الناس ، ولانها وظيفية ومرحلية ، فستؤدي لاحقاً الى اشكال تعبير اكبر ، واكثر صخباً ، من اجل تلبية هذه المطالب.

اغلب مطالب اعتصامات الموظفين ، يتركز على الشأن المالي ، والحكومة تقول لك ان الدين ارتفع والعجز يزيد ، لكنها فتحت شهية كل القطاعات بحديث الرئيس عن واحد وعشرين الف وظيفة ، وهو رقم بحاجة الى مخصصات فلكية كرواتب وتأمين صحي.

لم نفهم كيف يمكن الحديث عن عجز وديون وتقشف ، وعن وظائف بهذا العدد ، وكلمة السر في الخطاب الحكومي تقول ان هناك تناقضاً او شراء للوقت او جدولة للشعارات ، وعلى هذا نريد من الحكومة كلاما واضحاً حول وضع الموازنة.

معنى الكلام ، اذا كانت هناك مساعدات مالية ستتم الاستفادة منها في الاعلان عن وظائف جديدة اشهرها رئيس الوزراء ، فالاولى الوقوف عند مطالب المعتصمين ، ايضاً ، لانه لا يصح التبشير بالاولى ، والتعذر بقلة المال في الثانية.

لا شيء مثل الشفافية يمكن ان يجيب عن كل اسئلة الوضع الاقتصادي ، من الديون الى العجز ، الى سياسة التوظيف ، وسياسة التعامل مع الاعتصامات التي لها مطالب اقتصادية وحياتية ، حتى لا نبقى ندور حول انفسنا ولا نجد اجابات عن اسئلتنا.

للحكومة اسرارها ، وللشعب بصيرته ، وكل ما نريده هو وقف هذه الاستغماية الغامضة،.

 
(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات