الكتابة بين ارهابين!!

تم نشره الإثنين 14 آذار / مارس 2011 02:04 صباحاً
الكتابة بين ارهابين!!
خيري منصور


تردد الجنرالات والساسة الامريكيون على بغداد مرارا زائرين او عاقدين صفقات قبل ان يعودوا اليها بالفانتوم وال بي 52 والشبح وصواريخ كروز. وهكذا فعلوا ايضا مع عواصم اخرى ، فهم اصدقاء وحلفاء في فصل ما من الدراما ، وغزاة وسايكس - بيكيون في فصل اخر ، كانوا حلفاء الشاهات والبنيوشيهات في ربيعهم الباترياكي.. ثم قلبوا لهم ظهر المجن في خريفهم الامبراطوري.. ويبدو ان المعادلة ماضية نحو نهايات لا يحزرها حتى الضليعون في فقه اللوغرتمات السياسية.

الوطن العربي طالما عانى بين سندان محلي ومطرقة اجنبية ، بحيث يصح عليه ما قاله الشاعر المعري عن نفسه وهو رهين المحبسين لكن الشاعر الاعمى كانت له بصيرة دونها بصر الصقر وزرقاء اليمامة ، اما العرب فلهم الله كي لا نقول شيئا اخر.. في كل حلقة من هذا المسلسل المتكرر والذي يعاد بثه كل بضعة اعوام علينا ان نفاضل بين الحرية والتقسيم ، وكأن قدرنا هو ان نقبل الاستقرار بمعناه الاستنقاعي العفن والآسن الذي تغمره الطحالب والفطريات او بالحرية التي تقترن بالغزو واعادة تقسيم هذا الوطن غنائم للاخرين بعد ان تحول لقرون الى مغارم لاصحابه،

انهم ما ان يترجلوا عن صهوات دباباتهم وتهبط طائراتهم بشكل غير اضطراري حتى يستطيبوا هذا المناخ الدافئ وهذه المياه العذبة ، وهذا النفط الذي يتحول الى جلوكوز عندما يدخل الى غرف عنايتهم المركزة.

الا يحق لنا كعرب ان نحلم ولو مرة واحدة بحرية او انتصار غير ذلك الذي حلم به الغساسنة والمناذرة ، او بدرع غير ذلك الذي عاد به امرى القيس وسمم جلده حتى تقرح ومات في جبل عسيب قبل ان يتاح له ان يثأر من ابناء عمومته،؟

اما من طريق الى ذلك غير الدبابة الغازية والحاكم الجائر؟

كم مرة تكرر الخطأ التاريخي عندما استغاث العرب بالنموس على الفئران ، فأتت النموس على الفئران ثم أتت على اخضرهم ويابسهم ولحمهم وعظمهم حتى النخاع؟

الانسان كما هو وبالشروط الارضية التي تحاصره منذ الولادة هو مسافة بين الملاك والشيطان.. فلماذا نحذف هذه المسافة في مرحلة ما وفي لحظة حرجة كي يتوجب علينا ان نختار بين ان نكون ملائكة او شياطين؟ واحرارا او محتلين؟

ان من نسي الذرائع التي لفقها الاستعمار منذ فواتير الخديوي اسماعيل عام 1882 واحتلال مصر حتى احتلال بغداد من اجل تحريرها عليه ان يتوقف عن اللهاث دقيقة واحدة فقط ليراجع ما نسيه .. الان يتكرر الالتباس الذي عانينا منه بعد حرب الخليج الثانية ، فمن كتب كلمة واحدة ضد امريكا وتوابعها قيل يومئذ انه مع النظام العراقي.. ومن يرفض اي شكل من اشكال التدخل العسكري في ليبيا سيجد من يقول له بصوت صاخب انت تدافع عن الديكتاتور ، كيف يمكن لما ان نكتب او نفكر او نتحرك ونحن محاصرون بارهابين؟ فالعقل السياسي لا يزال مانويا تبعا لفلسفة مانو الفارسي التي تقسم العالم الى خير خالص وشر محض ، وكأن اي علاقة جدلية او بعدا ثالثا في هذه الثنائيات محرما ومحظورا!!

باختصار نريد حرية غير مرتهنة لاستعمار جديد!!(الدستور)
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات