نطالب بمشروع مارشال عربي بسرعة!!

لم ينقذ أوروبا بعد الحرب العالمية مما كانت عليه أكثر مما انقذها مشروع «مارشال» لاعادة البناء لقد أثبتت الأحداث التي نشبت في معظم الساحات العربية والتي وقعت على خلفية من الأوضاع الاقتصادية والفقر والبطالة ونضوب الحريات العامة وغياب المشاركة والتي يقودها الشباب أن ملامحها تتشابه في كل الساحات العربية وان التذرع بالخصوصيات وادعاء الاختلاف بات في محل الامتحان ولن ينجح..

واذا كانت دول الخليج العربي هي الأكثر قدرة على الحركة السياسية والاقتصادية باعتبارها كتلة لم تنجح المجموعات العربية الأخرى في انجاز ما انجزت.. اذا كانت قد بادرت إلى دعم مملكة البحرين بمال يصل إلى عشرة مليارات دولار ودعم أمني مباشر بارسال قوات درع الجزيرة لانقاذ النظام في البحرين مما يتربص به من تدخل خارجي واحتجاجات داخلية مستجيبة لذلك..وإلى سلطنة عمان بدعم مالي بلغ عشرة مليارات دولار..

اذا كانت دول الخليج قد فعلت ذلك فإن الأمر لا يجوز ان يتوقف عند هذه الخطوة لأن الأمن القومي العربي مرتبط ببعضه بعضاً ولأن المشكلات القائمة تتقاسمها بلداننا العربية كلها وتعاني من أسبابها وظواهرها والدليل على ذلك شاشات التلفزيون حيث تنتقل الاحتجاجات من عاصمة إلى أخرى ويستنسخ الشباب تجاربهم من تونس إلى مصر إلى اليمن ليثبت للجميع أن العالم العربي موحدة معظم اقطاره في الوجدان وردة الفعل وفي الفقر والبطالة وغياب الحريات كما لو انه بلد واحد رغم الحواجز والحدود والمهمات الأمنية الزائدة

يجب اطلاق مشروع «مارشال» عربي فوراً حتى لا تعود الثورة المضادة فتأكل مصر التي تعاني الآن أوضاعاً اقتصادية صعبة بعد تعطل الكثير من أدوات الانتاج وساحاته وضرب بنيته واختلال تركيبته..

لا يجوز الوقوف للنظر إلى بلداننا التي يشكل الشباب فيها 70% من جانب الدول الخليجية القادرة والاكتفاء بدعم بعضها البعض والقول ان على الآخرين أن يخلعوا اشواكهم بأيديهم..

امننا هنا في الأردن من امن جوارنا ايضاً وأمنهم منا بالمقابل واذا كانت المملكة العربية السعودية التي لها فضل المبادرة لإسناد البحرين تهتم بحدودها الشرقية ودول منظومة الخليج مما يتهددها من الشرق حيث خطر التدخل الايراني المعبر عنه بأكثر من وسيلة فإنه لا بد من الاهتمام بالحدود الأخرى وخاصة الشمالية وما يتهددنا هنا من غربنا وذلك بتعزيز الأوضاع الاقتصادية لبلداننا لتمر من التسونامي وتبقى صامدة..

ادعو الى مشروع «مارشال» عربي تبحثه القمة العربية القادمة بسرعة اذا أراد العرب أن تبقى حركة الإصلاح التي تسري في بلدانهم تصب في اطارها الصحيح ولا تذهب بإتجاه الإنقسامات والانهيارات والتدخلات الأجنبية وبالتالي خسران الجميع بلا استثناء..

لننتبه إلى دوافع الحركات الإحتجاجية في العالم العربي وقد أثبتت الاحصائيات أن 79% منها سببه ارتفاع غلاء المعيشة واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء في حين قالت ما نسبته 92% بأهمية الديموقراطية و 89% بأهمية الاستقرار الوطني وقالت نسبة 62% أن بلدانهم لا تسير بالإتجاه الصحيح..

الشباب في عالمنا العربي هو الضحية..وهو اداة التغيير وعلينا تقديم العلاج فوراً فهل يدرك القادة العرب أهمية أن يقوم «مارشال عربي» لإطفاء حرائق الفقر والجوع قبل أن يلتهم الحريق بلداننا ويدمرها!!(الراي)