المضبوع... وعودة الوعي !!

من حكايات الضبع الشائعة في بلاد الشام يردد الفلاحون مقولة فيها نصيحة مباشرة فيقولون »سيِّل دم المضبوع فيعود له وعيه«, وأنا أرى ان الشعب العربي المضبوع من الانظمة الديكتاتورية الفردية الاستبدادية سال دمه في الشوارع فعاد له وعيه وكسر حاجز الخوف وبدأ مسيرة التغيير...
تتجه الانظار نحو اليمن الذي اختار رئيسه النموذج الليبي في التعامل مع ثورة الشباب السلمية, فلجأ الى استخدام القوة وسعى من خلال المذبحة التي ارتكبها مسلحون في يوم الجمعة الماضي الى جر خصومه ومعارضيه الى استخدام السلاح وتحويل المسألة اليمنية الى حرب اهلية, خصوصاً ان القبائل اليمنية تملك السلاح, ولا ينقصها حتى السلاح الثقيل والمتوسط...
وكما في ليبيا كذلك في اليمن فقد بدأ الدبلوماسيون وكبار ضباط الجيش وكبار الموظفين يستقيلون من مناصبهم ويلتحقون بالثورة, لذلك ينصب جهد العقيد علي عبدالله صالح الآن على تحويل التظاهرات السلمية الى مواجهات مسلحة مع انصاره في صفوف الجيش وفي الحزب والعائلة...
أما بالنسبة للمواجهات التي تدور في المدن الليبية, يجب ان نشير الى ان نظام العقيد الآخر, واقصد القذافي, يواجه وضعاً صعباً للغاية, بل اقول وضعاً محزناً عندما نرى بلداً عربياً يتعرض للتخريب والهدم, وتستباح فيه ارواح المدنيين, فهذا الكم من الاسلحة الليبية المحترقة هي ملك للشعب الليبي, وتم شراؤها باموال الشعب الليبي, والسبب ان حلف الناتو جاء يكمل ما بدأه العقيد القذافي من تدمير وتخريب للبلاد وقتل العباد...
كنا نتطلع الى اقامة منطقة حظر جوي تمنع استخدام الطيران في قصف المدنيين والفتك بالمعارضين من الثوار, ولكن الذي استوقفني هو التجاوز الغربي لهذه المهمة, كما استوقفني اختيار »ساعة الصفر« لبدء العمليات الجوية الغربية من حيث التوقيت, وأعني اختيارهم تاريخ قصف بغداد في العام ,2003 وهو ما اثار قلق كل العرب الذين يرفضون أي تدخل اجنبي على الارض في ليبيا.
صحيح ان واشنطن والعواصم الغربية قد اعلنت عدم تدخلها في قتال بري, كما اعلنت عن عدم وجود اهداف سياسية للعمليات العسكرية للتحالف, أو استهداف شخص العقيد القذافي, الا أننا نخشى من مناورات غير محسوبة او اهداف مخفية خصوصاً أننا تعودنا على اكاذيب الغرب وتعلمنا الدروس والعبر من غزو العراق واحتلاله حيث رائحة النفط...
اخيراً أقول: رغم هذه الهواجس والمخاوف فنحن نراهن على وعي الشعب العربي في ليبيا واليمن وفي كل عاصمة عربية, لأن الشعوب هي التي تنتصر في النهاية... هكذا علمنا التاريخ..(العرب اليوم)