رسالة الملك فرصة للشباب والإعلام

قلما تسنح فرصة تاريخية لدخول عصر جديد بيسر وسهولة كما هي الفرصة السانحة اردنيا بعد رسالة الملك الاخيرة الى حكومته والتي تزخر بالاسس والثوابت الشعبية من محاربة حيتان الفساد وصغارها الى المضي قدما في عصرنة القوانين الناظمة للحياة السياسية والاقتصادية وحماية الحرية الاعلامية والاكاديمية وسط ربط منهجي وتراتبيات واضحة مؤطرة بسقف زمني.
اعتماد الملك في رسالته تراتبية رقمية تعني فيما تعني ان الرقم دلالة ووجهة نظر فالدلالة اخذت تراتبيتها في الرسالة ووجهة النظر المقبولة هي ما شرحته الرسالة الملكية بوضوح كاسرة حواجز الابطاء ولعثمة المسؤولين والتحجج بحر الصيف وبرد الشتاء في عدم الانجاز.
كما انها ايضاح واجلاء لمفهوم المواطنة ولحفظ وحماية حق العودة بعد ان طال هذه المفاهيم شطحات واوهام تاجر بها اليمين الصهيوني وارعبت بعض المرتجفين في الداخل ، وقبلها بعض الباحثين عن استكانة لقمة العيش والربح السريع.
ثمة رسائل في رسالة الملك يكفي تفكيكها الى انتاج حراك شعبي وفرق عمل تقود مسيرة الوطن نحو عوالم مرتفعة وديمقراطية رغدة وحالة استقرار اقتصادي ونجاح وطني يجعل من الاردن ليس انموذجا عربيا في ظل رياح التغيير العربية بل تجعل منه انموذجا لكل دول العالم النامي الساعي الى رفاه اقتصادي وسلام مجتمعي وحياة فضلى.
ثمة اشارة في نهاية الرسالة تشير الى دور السياسيين والراغبين في الاصلاح والصلاح لرص الصفوف والدخول في اتون العمل الجاد والمنتج قبل ان يتلقف الحالة او يقودها تجار السياسة ومحترفو العبث الوطني من الذين يبحثون عن التعطيل وإبقاء الحالة على حالها فيخسر الجميع فرصة المستقبل ونضيّع الواقع الراهن.
بوصلة الملك تشير بوضوح الى استنهاض المروءة والإرادة في كل أردني ، للمحافظة على دولته ودستوره وإنجازه ، واستنهض الملك الذين يؤمنون بالإصلاح أن يدخلوا في غمار الانجاز موحدين حتى لا يضيّع عليهم المترددون الانطلاق نحو المستقبل الأفضل.
جمل واضحة ولا تحتاج الى اعادة قراءة بل تحتاج الى سواعد عمل تبني وتعكس مضامين الرسالة الى واقع ملموس في محاسبة الفساد والمفسدين واطلاق طاقات الشباب الكامنة داخل قماقم الرعب والتدخلات غير المبررة من اصحاب المواقف المسبقة والمرعوبة من هواء التغيير الذي يفتح له الملك النوافذ ويوفر له سبل النقاء.
رسالة الملك او رسائله المتعددة يجب ان يتلقفها الجميع والشباب والاعلام على وجه خاص من اجل دخول بوابة المستقبل بحرية وعلم ومعرفة وعلى الشباب حصرا ان يمسكوا بنواجذهم على الرسالة ومضامينها ويضعوها نصب اعينهم برنامج عمل وانجاز فهذه فرصتهم التاريخية للخلاص من كل المعيقات والهواجس والحجج التي كان يمسك بها خصومهم كي يبقوهم في دائرة الفراغ ليجدوا من الالقاب والصفات ما يطلقونه عليهم ليبقوهم اسرى الضياع وانعدام الامل.
اما الاعلام فإن الضمانة الملكية المتجددة لهم بحرية ومهنية غير مسقوفة تشكل فرصة للخلاص من نير تعليمات الغرف السوداء واوامر الرجل المجهول الذي لبس تارة لبوس الاعلان وتارة لبوس الحريص على المصلحة الوطنية وفي جوهر الامر الحريص على مصالحه فقط.
عناوين وفرص هي مضامين الرسالة الملكية وعلينا الا نستمع لاصوات المشككين وتجار الخراب السياسي بعد ان اطلقت الرسالة اشارة الانطلاق في الاصلاح والحرية.(الدستور)