مثلثات اليمن

من مفارقات اليمن السعيد تقاطع ثلاثة مثلثات في أزمته الراهنة التي تسير نحو آفاق منظورة لا محالة.
1- المثلث الاول هو مثلث العليات الذي يذكرنا بحالة مشابهة عاشتها سورية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي, فالصراع اليوم على اليمن يدور بين علي عبدالله صالح, الذي استولى على السلطة منذ ثلاثة عقود, وبين علي محسن صالح, اقوى ضباط الجيش بعد الرئيس, وبين علي سالم البيض رئيس جنوب اليمن السابق الذي تنازل عن الرئاسة بعد توحيد اليمن, وهناك علي رابع هو علي ناصر محمد وهو رئيس سابق ايضا لليمن الجنوبي ويدير اليوم مركزا للدراسات في دمشق.
اما عليات سورية المشار لهم فهم علي دوبا وعلي حيدر وعلي المدني وجميعهم ضباط أزروا الرئيس الراحل, حافظ الاسد ضد خصومه السابقين من حركة 23 شباط.
2- المثلث الثاني داخل قبيله حاشد خاصة عائلة الاحمر المرشح احد اعضائها لرئاسة الجمهورية خاصة حميد وحمير وصادق الاحمر.
3- المثلث الثالث, وهو مثلث نظري عام يتعلق بالحالات العربية الشبيهة بالحالة اليمنية وهو من اجتهاد المفكر المغربي الراحل, محمد عابد الجابري, ويتكون هذا المثلث من القبيلة- الغنيمة- العقيدة الذي يسوق نفسه باقنعة معاصرة:
الدولة - الاقتصاد- الايديولوجيا..
وفي التعليق على المثلثات الثلاثة نلحظ ما يلي:-
1- اذا نجح العكسر المتضامنون مع الثورة الشعبية فان علي محسن صالح الاحمر قد يلعب دور الطنطاوي في مصر لحين التوصل الى دستور جديد وانتخابات رئاسية.
2- ان عائلة الاحمر- حاشد كما اوساط الرئاسة السورية, تبقى مهمة في حسم وادارة الصراع على السلطة, ويرجح هنا احتمال اختيار حميد الاحمر رئيسا جديدا لليمن بالنظر الى علاقاته الممتازة مع كل قوى الحراك والمعارضة من الجنوب الى الشمال وبالنظر الى مطالبته المبكرة بتنحي علي عبدالله صالح..
واذا كان علي محسن صالح صورة متوقعة للطنطاوي في مصر فان الاحمر, مع الفارق, صورة متوقعة للبرادعي.
3- اما مثلث الجابري, فهو محكم تماما حول الرئيس الحالي, فالقبيلة انحازت للثورة والعقيدة جاهزة في صورة (اسلام) خاص بالحالة اليمنية, والغنيمة فاحت رائحتها وزادت عن حدها عند الرئيس فانتهى الى ما انتهى اليه من تحشيد قبلي- عقيدي واسع ضده.(العرب اليوم)