الدم أردني والتراب فلسطيني

تم نشره السبت 02nd نيسان / أبريل 2011 02:29 صباحاً
الدم أردني والتراب فلسطيني
ماهر أبو طير

المدينة نيوز - ليس من دم يمتزج تاريخياً كدم الاردنيين والفلسطينيين،فلا التاريخ ولاالجغرافيا،يسمحان بالانسحاب من وحدة الدم،وحين كان الاردني يذهب لتقديس حجه بعد العودة من مكة الى القدس،كان يعلن ايضاً ان مابين الناس عبادة من العبادات.

تقديس الحج يقول ايضاً ان فلسطين جزء من عقيدة الاردني الدينية والسياسية والاجتماعية،وليس بعدها الا نبوءة التحرير لارض مقدسة محتلة،لاتتحقق الا عبر هذه الارض المقدسة ايضاً فيكون كل اهلها زاد التحرير ورجاله،بترتيب رباني وقرار سماوي.

بين يدي قصص كثيرة لشهداء الاردن على ارض فلسطين،والاردنيون وحدهم بين العرب والمسلمين،يتفردون بعدد الشهداء من ابناء العشائر الكريمة،لتبقى قصة الاردنيين والفلسطينيين ُمعمّدة بالدم،عبرالتاريخ،وهذا قدرهما،قبل ان يكون قراراً لاحد.

في قرية «رنتيس» غرب «رام الله»،تلك القرية الحدودية،التي لا يفصلها عن مدينة اللد المحتلة سوى بضعة كيلومترات يرقد الشهيد البطل الملازم الأردني،عبد الله فلاح السردية،ابن البادية، بطل معركة «قولية» الشهيرة إحدى القرى الفلسطينية المدمرة والذي استشهد بعد أن ألحق هزيمة كبرى بجيش الاحتلال وقتل القائد الاسرائيلي في تلك المعركة.

كان ذلك يوم السابع من حزيران عام 48 ليرتقي إلى العلا،ويوارى الثرى في قرية «رنتيس» المجاورة،وما زال ضريحه شاهداً إلى يومنا هذا،على بطولة نادرة وفريدة.

يقول الحاج السبعيني عبد الكريم غنام أحد سكان القرية،إن الشهيد السردية،كان رجلا ومقاتلا شجاعاً،وشارك حتى في محاربة الانتداب البريطاني،وكان يتخذ من قرى المنطقة المحاذية لما يسمى»الخط الأخضر»موقعاً لعملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ بدايته،إلى أن استشهد في معركة «قولية»،وقتل احد عشر جندياً إسرائيلياً، بينهم قائد جيش الاحتلال في تلك المعركة.

ويصف غنام تلك الحادثة فيقول «القائد عبد الله فلاح السردية، قاتل بكل ما يملك من سلاح وذخيرة،قبل أن يتعانق وجهاً لوجه مع قائد جيش الاحتلال ويفجر ما بجعبته من قنابل يدوية،ليرديه قتيلا،قبل أن يرتفع إلى السماء شهيدا».

هي علاقة غير قابلة للتحليل التاريخي او الاجتماعي او السياسي،وفي قصة شهيد آخر من عشيرة كريمة،عبرة كبيرة،فقد بقي جسد شهيد اردني كماهولتسع سنوات ولم يتحلل وبقيت ثيابه كما هي ولم تتغير.

في 22/5/1948 استشهد سبعة وثلاثون شهيداً من الجيش الاردني من بينهم الرقيب «سند ناصر اخو صحينه الهقيش» حيث دفن في المنطقة الغربية الجنوبية من حي الشيخ جراح وعثر عليه بعد تسع سنوات من استشهاده ولم يتحلل جسمه او ملابسه وجرت له مراسم دفن رسمية عام 1957بحضور أئمة المسجد الأقصى ورجال الدين وضريحه في القدس.

علاقة الاردنيين والفلسطينيين،علاقة لافكاك منها ولافرار،بفعل التاريخ والماضي والحاضر،ولان المستقبل لايرتسم الا عبر الارض المقدسة على ضفتي النهر،وبهذا المعنى فإن القدر هو من يقرر،قبل الاهواء والامزجة،والظن والعبث ايضاً.

ان كان من اصحاب لفلسطين وُملاك لارضها ومقدسها،مع الفلسطينيين،فهم الاردنيون حصراً وتحديداً،قبل بقية العرب والمسلمين،وقد نذرهما الله،معاً،ليوم عظيم،آت لاشك فيه،فلا يليق ببعضنا ان يعاند القدر ويتحدى ارادة الله.

صدق الله العظيم في قوله «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا»،وفي قول الله تحديد لصفة رفاق محمد واصحابه،شرط واشتراط،وعلى كل واحد فينا ان يختار دوماً صحبته او عدم صحبته.

علاقة موقّعة بالدم في الارض والسماء،لاجل المسجد الاقصى،اصلب بكثير من ظن البعض ان المقامرة بها،امر سهل او ممكن.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات