الانفاق غير المنضبط .. الخلل الاكبر في الموازنة

تم نشره الأربعاء 06 نيسان / أبريل 2011 02:43 صباحاً
الانفاق غير المنضبط .. الخلل الاكبر في الموازنة
سلامه الدرعاوي


من التوصيات البدهية التي اوصى بها صندوق النقد الدولي الحكومة في آخر تقرير له ضرورة ان يتناسب الانفاق العام مع حجم الاقتصاد, بمعنى عدم التوسع في مشاريع لا تولد نموا او تساهم في محاربة قضايا الفقر والبطالة, لان ذلك يُساهم في تبذير موارد الدولة المحدودة ويُضيع على الاقتصاد فرصة تعزيز عمليات التنمية المستدامة المنشودة.

توصية الصندوق جاءت لادراكه بان الموازنة الاردنية التي تضخمت وتضاعفت في السنوات القليلة الماضية بناء على "ضخ مالي جائر" في الموازنة لا نتيجة نمو طبيعي في الاقتصاد, بدليل ان نفقات الدولة ارتفعت 130 بالمئة خلال السنوات (2001-2010) في الوقت الذي لم ينم الاقتصاد الاردني اكثر من 60 بالمئة خلال الفترة نفسها, الامر الذي ولد فجوة كبيرة بين الايرادات والنفقات جرى تمويلها إما بالقروض او المنح, والاخيرة كان لها تداعيات خطيرة على الاقتصاد, بسبب تمويل مشاريع راسمالية بوساطة مساعدات متقطعة لا ثابتة ولّد نفقات تشغيلية كبيرة لتلك المشاريع اما بالاقتراض او بتوجيه بعض المساعدات لتلك المشاريع لضمان الاستمرار في تنفيذها, وهنا الخلل الحاصل في الموازنة والمتمثل في تنامي العجز الى مستويات غير آمنة جعل الصندوق يحذر المسؤولين من التهاون مع تلك القضية, بعد ان ارتفع "العجز" من 2.8% من الناتج المحلي كان متوقعا في سنة 2007" الى 6.2% و9 بالمئة تقريبا نهاية العام الماضي, وهذا الشيء نفسه بالنسبة للعام الحالي الذي جرى فيه استهداف عجز بقيمة 1.16 مليار دينار او ما نسبته اكثر من 10 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي.

مطلوب ان تعكس الموازنة العامة الاداء الاقتصادي الحقيقي, فهي بمثابة مرآة للاقتصاد, لا نتباهى بالانفاق من دون ان نملك من الموارد الذاتية ما يكفي لضمان استدامة العمل ببعض المشاريع, والحقيقة التي يتجاوزها المسؤولون على الدوام ويرضخون للمطالب الخدمية والمناطقية هنا او هناك اننا لا نحتاج الى هذا الكم الهائل من المشاريع, وان ما يحتاجه الاردنيون هو تحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم, فالحكومات بنت مشاريع صحية كبيرة كلفت مئات الملايين من الدنانير وبعضها اليوم لا يملك مقومات التشغيل الحقيقية, الامر الذي ولد انطباعات سيئة في نفوس المواطنين مثل ما هو حاصل في مستشفيي الامير حمزة والملك المؤسس وبعض المدارس التي تأسست ولا يتجاوز عدد الطلبة فيها اصابع اليدين او لا يوجد فيها معلمون كما هي الحال في بعض المناطق النائية.

مشكلة الانفاق في الدولة هي المرض المزمن في الاقتصاد الوطني على مر العقود الماضية, وجميع ازماتنا الاقتصادية كانت من افرازات الانفاق غير المنضبط. المطلوب ادارة حصيفة للانفاق لا تقل في رؤيتها عن مسألة تخفيض الدين بموجب قانون, على المدى القصيرة والالتزام بالعجز المستهدف في الموازنة وعدم زيادة الانفاق هو افضل حل آني للازمة.(العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات