لا تقتربوا من جيوب الناس

تم نشره الأربعاء 06 نيسان / أبريل 2011 02:46 صباحاً
لا تقتربوا من جيوب الناس
جمانة غنيمات
تقديرا للأحوال الاقتصادية الصعبة التي عانى منها المواطن خلال السنوات الماضية، واستجابة لحركات الاحتجاج الشعبية التي بدأت نهاية العام الماضي، اتخذت حكومة معروف البخيت قرارا لاقى قبولا شعبيا تضمن عدم رفع أسعار المشتقات النفطية منذ شهرين.
القرار الحكومي محمود وتحديدا أنه جاء بعد حزمة قرارات اتخذتها الحكومة السابقة قضت بزيادة معدلات الضريبة على البنزين بنوعيه 90 و95، حيث بلغت معدلات الضريبة على البنزين 90 ما نسبته 25 %، و40 % على نوع 95.
طبيعة الضرائب المحصلة من البنزين مختلفة، إذ إن قيمة إيراداتها تعتمد على قيمة السلعة، وترتبط معها بعلاقة طردية بحيث ترتفع قيمة الضريبة كلما زاد الثمن.
وبلا شك أن نسب الضريبة عالية جدا مقارنة بمعدلات المداخيل التي نمت بشكل محدود خلال السنوات الماضية، في ظل تردي مستوى خدمات النقل العام التي تحرم الفرد مجرد التفكير باستخدام وسائط النقل العام.
قرار تثبيت الأسعار مرحب به شعبيا لكنه يجعل حال الحكومة، كما يقول المثل الشعبي، "كمن حاول تجنب الدلف بأن وقف تحت المزراب" خصوصا وأنه سيجعل الحكومة تصطدم خلال فترة قريبة بتوقعات ارتفاع قيمة عجز الموازنة بمقدار تراجع إيرادات الخزينة من إيرادات الضريبة الخاصة المفروضة على المشتقات النفطية، حيث إن تثبيت الأسعار لا يتسبب بزيادة الدعم المقدم للمحروقات، بل في تقليص الموارد المالية المتأتية من هذا البند.
وتتعاظم مشكلة عجز الموازنة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الحكومة بنت موازنة العام الحالي على أساس أن سعر النفط سيصل 85 دولارا للبرميل، وبعدما بادرت بتخفيض الضريبة على بنزين 90 مطلع العام الحالي.
وكان الأحرى بالفريق الاقتصادي دراسة البدائل المتاحة لتعويض النقص في الإيرادات من خلال إعادة النظر بقائمة الرسوم الجمركية والضريبية المفروضة على السلع والخدمات الكمالية بهدف خلق مصادر أخرى من خلال زيادة الرسوم الجمركية على السلع الكمالية تحديدا. ولكن الظاهر أن سياسة الترحيل والحلول الآنية مسيطرة على متخذي القرار، ولا تقدر العمل في ظروف عادية بل اعتادت العمل في الأزمات وفق مبدأ الفزعة التي تضطرها لاتخاذ قرارات مفاجئة وغير مدروسة.
بعد الحراك الاجتماعي والسياسي وخروج الناس للشارع، أعتقد أنه آن الأوان للتخلي عن آليات العمل القديمة التي اعتمدتها منذ سنوات مضت وتقوم على قاعدة "رحّل تسلم"، وترتكز على زيادة الإنفاق بعيدا عن زيادة الإيرادات، الأمر الذي أدى إلى إحداث قفزة كبيرة في عجز الموازنة الذي ارتفع من 200 مليون في العام ليصل 1.06 بليون دينار. تلافيا لحدوث أزمة جديدة ودخول الموازنة في مأزق قد يدخل الاقتصاد في متاهة ليس لها أول ولا آخر، على الحكومة حل هذه المشكلة وفق خطة مدروسة لا تقترب من جيوب الناس بل تسعى لضبط الإنفاق الحكومي، وإلزام الوزارات وإدارات المؤسسات وقف الهدر في النفقات.(الغد)


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات