من يمثل الناس بالصوت والصورة

نشرت الصحف الاردنية والفضائيات العربية وبالصوت والصورة ما جرى يوم الجمعة الماضي في عمان من مسيرات ونشاطات مختلفة على خلفية الاعتداء على الشبان المسالمين المعتصمين في ميدان جمال عبدالناصر يوم الجمعة الموافق 24 اذار وهو اسم حركة الشبان المذكورين من الغيورين على اردن بدون فساد واستبداد:-
الصورة الاولى لالاف وليس لمئات الشبان من حركة 24 اذار الذين اختاروا رأس العين هذه المرة مكانا لاعتصامهم الحاشد الكبير الذي كرروا فيه الشعارات التي رفعوها يوم الجمعة الذي سبقه , شعارات تدعو لتحولات ديمقراطية وحياة برلمانية حقيقية ولمكافحة الفساد ورفع يد الامن عن الحياة السياسية وحماية الاردن من الخطرالصهيوني ومشاريعه لتصفية القضية الفلسطينية ولمن لم يتابع الاخبار فقد جابت عشرات السيارات اكثر من مدينة اردنية في الجنوب الشوارع وهي ترفع يافطات مؤيدة لشبان 24 اذار.
الصورة الثانية - مقابل الاف الشبان من 24 اذار واصل مئات الذين اعتدوا على ميدان جمال عبدالناصر استفزازهم نفسه سواء في ساحة مجاورة او بتعطيل السير في شوارع وميادين اخرى وكانوا قد اعلنوا عن طريق محطات اذاعية وتلفزيونية عن مسيرة مليونية..
الصورة الثالثة لاقل من مئة شخصية حزبية ونقابية تنصلوا من حركة 24 اذار ودعوا لمهرجان حاشد في مجمع النقابات واعتقدوا انهم بتنصلهم من التضامن مع شبان 24 اذار يقدمون رسالة ما لذوي الامر فوضعوا انفسهم في موقف محرج للغاية (اقل من مئة شخص مقابل الالاف من شبان 24 اذار).
وبالمجمل, سلطة مأزومة تعاني من تجاذبات داخلية على ايقاع ضغوط الاجندة الخارجية الاقليمية والدولية من جهة ومن تداعيات الاصلاح ومكافحة الفساد عليها من جهة ثانية, وفشلها في تصدير الازمة عبر سيناريو الازاحة والتجييش واختراع لعبة شارع ضد شارع سرعان ما ارتدت عليها بسبب اللون البلطجي الذي اساء لصورة الولاء والدولة بالمقابل صورتان للمعارضة, صورة باهتة لمعارضة رخوة تخرج من المشهد بدلا من مراجعة نقدية لاوضاعها.... وصورة زاهية لشبان مفعمين بالامل والشجاعة والارادة كما جسدوها في ميدان جمال عبدالناصر وقدموا مئات المصابين عربون محبة ووفاء وانتماء لوطن بلا فساد وقهر سياسي وطبقي.(العرب اليوم )