مليارات الفلسطينيين والعرب اذ تخون «الاقصى» في محنته

تم نشره الخميس 07 نيسان / أبريل 2011 02:59 صباحاً
مليارات الفلسطينيين والعرب اذ تخون «الاقصى» في محنته
ماهر ابو طير

 
 

 

تسمع كلاماً رقيقاً يحكى اليك،ويقول ان المسجد الاقصى أسسه آدم عليه السلام،بعد اربعين عاماً،من ارساء قواعد الكعبة المشرفة،وعلى هذا فإن الاقصى اشرق مع الشمس.

مسجد بناه ابو البشر،باب السماء،ولولا سره العظيم،لما زاره الانبياء وصّلوا فيه،ولما كان ايضاً محطة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم،في رحلته من مكة الى القدس،وباباً للسماء في معراج النبي!.

ألم يكن الله قادراً على ان يعرج بالرسول مباشرة من مكة المكرمة الى السماء،والا ماهو التفسير المستنير لرحلة القدس في اسراء الرسول وعروجه،لولا "السر الباهر" في ام المدن المقدسة؟!.

كل تلك القداسة،مشرب النور لخيل الرسل والانبياء،تقول ان من رفعتهم اقدارهم،مروا به،فكيف بنا نحن واذ ننساه ونتناساه،فلا بقيت اقدامنا على ذات خطى الانبياء،ولا لحقت هممنا بهمة النبي الحبيب.

المؤامرة على المسجد الاقصى تبدأ بكل تلك البيوت العتيقة التي تتم سرقتها أو فرض الضرائب عليها،وتلك البيوت المحيطة بالاقصى،فلا تجد مليارات الفلسطينيين ولا مليارات العرب والمسلمين،معنية بالاقصى،واهل القدس.

ترك محيط المسجد الاقصى للافتراس يعني تقديم رأس المسجد للعدو،يوماً بعد يوم،فتسأل نفسك أي قلوب هي تلك التي قست وباتت مالحة وُمجدبة،فلا تسأل عن الاقصى ولا عن جواره.لاانبتت زيتوناً،ولاسقت محروماً.

لماذا لايدفع اثرياء الفلسطينيين والعرب مالا لحماية المسجد الاقصى وجواره من البيوت العتيقة وسكانها،ولماذا يكذب هؤلاء ويدعون الخوف من تهم تمويل الارهاب؟!اوعدم وصول المال للناس.

الذي يريد نصرة الاقصى وجواره الانساني والاجتماعي والمكاني،لايعدم الوسيلة لذلك،لو صدقت نيته،وقد باتت ايامنا غريبة،فتوارت قضية القدس والاقصى واهله خلف الاف العناوين والقصص.

القدس والاقصى ايضاً من دون الناس والسكان،سيتحولان الى اثر حجري.الى متحف.ومعادلة الاقصى والمدينة المقدسة والسكان،مترابطة الى حد كبير.

الاقصى بحاجة الى تحرير،ككل فلسطين،وحتى يأتي ذلك اليوم،نتأمل كيف يعيش بعضنا وما له بات "خواناً" فلا يقف مع القدس،ولا مع المسجد الاقصى في محنته،فيجوع المقدسيون،وتهدم بيوتهم،في خطة تمهيد الطريق نحو الاقصى.

لاانسى جملة لعجوز تسعيني قال لي ذات مرة:ياولدي الناس تشتري مكانها في جهنم بمالها!!سألته عن معنى كلامه،فقال:انظر ينفقون مالهم على الحرام،وبهذا يشترون مكانهم في جهنم!!.

مقابل الذين يشترون مواقعهم في جهنم بأموالهم،على حد قول الرجل،تأتي الجنة مجاناً فلا يريدها احد!!فأرد عليه ان الجنة للعابدين المعتزلين تأتي مجاناً،اما المكلفون بأمانة كالاقصى،فوق عبادتهم،فلا تأتيهم الجنة مجاناً،ولربما كلفة الجنة مرتفعة جداً!.

الذين يتركون الاقصى واهله فرادى،يخونون محمداً صلى الله عليه وسلم،فلا يدعون الوصل والانتساب بمحمد صلى الله عليه وسلم،بلقلقة الالسن وهز الروؤس،وتحنية الايدي واستعمال السواك،مقابل غياب الفعل والافعال.

كيف سيقف بعضنا،ذات يوم مطأطئ الرأس، امام الرسول الاعظم،أسود الوجه،مرتجف القلب،حين يفيض عليه العتب عمّ فعله لاجل بيت احبه الله ثم النبي،ياله من موقف مخز وصعب لاتنقذك فيه ارقام الحسابات،ولا فوائد المصارف.

يخافون من عتب زوجاتهم،وعتب امهاتهم،وعتب شركائهم،وعتب اسيادهم،وعتب جيرانهم،وعتب اولادهم،حتى يمتد الخوف الى عتب الشرطي في الشارع،ولايحسبون حساباً لمن له وحده "حق العتب".

فرق كبير بين العتب في الارض،والعتب في السماء!!.
 
(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات