التريكي والاحمر

تتجه الازمتان الليبية واليمنية الى مرشحين يعكسان خضوعا لمطالب الثورة فيهما اكثر مما يعكسان تسوية سياسية, وهما التريكي كرئيس ادارة انتقالية تقود ليبيا نحو دولة ديمقراطية, والاحمر كرئيس مجلس انتقالي مماثل ..
ويرجح هذا الاحتمال ان الرجلين, التريكي والاحمر, معروفان بالنزاهة والاعتدال والتسامح والقبول من كل أطياف الصراع في بلديهما, سواء في الحكم او عند الغالبية الشعبية ..
كما يحققان قبولا من القوى الاقليمية والدولية التي ينتابها القلق من المصير المفتوح للثورة في البلدين خاصة بعد ان اظهرت الثورة الشعبية في مصر وتونس ان »العتمة« مش على قد إيد الحرامي الامريكي والاطلسي وان السيطرة على الملايين في الشارع مستحيلة وان سرقة الثورة لم تعد بتلك البساطة التي تخيلتها مراكز الدراسات ومطابخ المؤامرات الرأسمالية واليهودية العالمية.
واضافة لهذه التوقعات والاحتمالات السياسية حول التريكي والاحمر فالمهم فيها لا يقتصر على وقف قتل الناس في الشوارع وهدر دم شبان في مقتبل العمر على يدي أجهزة المزارع العائلية الحاكمة كما لا يقتصر على صون الوحدة الوطنية ووقف التدخل الخارجي ونهب الموارد العربية في هذين البلدين فقط .. بل يتعدى ذلك الى التأسيس او الدعوة الى التأسيس لخيارات إستباقية تجنب دولا عربية اخرى, شلالات الدم والانفجارات الطائفية والقبلية والاقليمية ومخاطر التدخل الخارجي وتداعياته ..
وحيث لا تسمح ظروف بعض هذه البلدان بتغييرات على المستوى الرئاسي الاول, فلا بأس من تغييرات على المستوى الحكومي على الاقل تدفع الى رئاسة الوزراء شخصيات من نمط التريكي والاحمر, اي شخصيات غير فاسدة ومعروفة بالنزاهة والاحساس بالمسؤولية, والاهم من كل ذلك تمليكها صلاحيات واسعة حقيقية.(العرب اليوم)