في ذكرى هبة نيسان .. المطالب ذاتها

تم نشره السبت 16 نيسان / أبريل 2011 12:59 صباحاً
في ذكرى هبة نيسان .. المطالب ذاتها
فهد الخيطان


مسيرات واعتصامات متواضعة لإحياء المناسبة .

تداعت بالأمس احزاب سياسية وحركات شبابية لإحياء ذكرى هبة نيسان. ففي مثل هذا الوقت من عام 1989 انطلقت شرارة الاحتجاج الشعبي من معان فعمّت مختلف محافظات الجنوب ووصلت الى مدينة السلط. احداث نيسان شكلت في حينه نقطة تحول في تاريخ الاردن, حيث الغيت الاحكام العرفية, وعادت الحياة النيابية, وشهدت البلاد تحولا ملموسا نحو الديمقراطية تَمثّل في اطلاق الحريات العامة وحرية الصحافة على وجه التحديد.

ذكرى الهبة هذه السنة تزامنت مع اوضاع استثنائية تعيشها البلاد منذ ان دخلت المنطقة العربية برمتها عصر الثورات الشعبية, وحاول منظمو المسيرات والاعتصامات ان يجعلوا من الذكرى مناسبة لاعطاء حركة المطالبة بالاصلاحات زخما شعبيا اكبر. وقد اعلن عن تنظيم مسيرات واعتصامات في عمان وخمس محافظات اخرى. لكن حجم المشاركة جاء مُخيباً لآمال القوى المنظمة. ففي المحافظات التي شهدت "الهبة" قبل 22 عاما كانت اعداد المشاركين في الاعتصامات متواضعة للغاية, اما في عمان فان المشاركين في مسيرة "الحسيني" واعتصام ساحة "الأمانة" مجتمعين اقل من الاعداد المشاركة في مسيرات الاسابيع الماضية.

ذلك يعني امرا اساسياً, هو ان الاحزاب التقليدية والحركات الشبابية المنبثقة عنها لا تستطيع "بكبسة زر" انزال الجماهير الى الشارع, ولاعتبارات موضوعية لم تكن قادرة على فعل ذلك, لا في تونس ولا مصر وغيرهما من البلدان العربية التي تشهد حراكا شعبيا مثل اليمن وسورية, لا بل ان الجماهير في تلك الدول قفزت عن الاحزاب وتخطت المعارضة في لحظة تاريخية فريدة. وينبغي علينا ان نتذكر هنا ان الاحزاب لم تقف وراء هبة نيسان ,89 لقد أطلق شرارة تلك الهبة بضع عشرات من سائقي الشاحنات في معان, الذين تضرروا من قرار الحكومة برفع اسعار المحروقات, واكتست الهبة طابعا سياسيا بعد مشاركة الشيوعيين والبعثيين فيها بمدينة الكرك ومساندة "معنوية" واسعة لمطالبها في اوساط سياسية وشعبية في عموم البلاد.

لكن عدم المشاركة الواسعة في مسيرات واعتصامات الأمس لا يعني ان المواطنين راضون عن الوضع القائم ولا يطالبون بالاصلاح والتغيير, على العكس من ذلك تماما فالاغلبية الساحقة تنتظر من الدولة ان تفي بوعودها, واذا مرت الاسابيع والاشهر من دون ان ترى تغييرا ملموسا فعندها ستنزل الى الشوارع من غير ان تنتظر قرارا من الاسلاميين او اليساريين.

واللافت في مسيرات واعتصامات إحياء ذكرى الهبة ان الشعارات والمطالب التي رفعها الاردنيون قبل 22 عاما ما زالت نفسها: "مكافحة الفساد واجراء الاصلاحات". وان دل ذلك على شيء فانه يدل على ان الاوضاع في الاردن لم تتبدل كثيراً لأكثر من عقدين, وان الاسباب التي دفعت الناس للانتفاضة عام 89 ما زالت قائمة اليوم. الفرق الوحيد هو في نوعية الفساد وهوية الفاسدين وفي طبيعة الظروف السائدة حولنا في المنطقة.(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات