زمن البلطجية
لا تستقر الدهور على ازمات محددة, فمن زمن العقل والتنوير والكبار والاخلاق والقادة العظام والشعوب التي تحمل رسالات للانسانية كلها.. الى ازمان اخرى:- 1- زمن الرويبضه, السفيه الذي يتحدث في شأن وامر العامة... 2- زمن الجبان الذي يسوق كاشجع الشجعان كما يخبرنا حكيم العرب, القس بن ساعده وهو ينصح ولده »اذا رأيت حربا يجبن شجاعها ويجرؤ جبانها فاصعد الى رابية وتمعن في الامر ترى هناك خيانة«.
3- زمن الشطار والعيارين في البصرة وبغداد مقابل الحرافيش في القاهرة.
4- زمن القرد العاري (الانسان العبد) الذي يبحث عن (فحل) يمجده صباح مساء ويلهج باسمه على حد تعبير ابن خلدون.
5- زمن الخشب الفاسد والسمك الميت الذي يطفو على السطح مقابل التعتيم على السمك الحي الحقيقي في الاعماق.
6- زمن نظرية غريشام (العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول).
7- ثم زمن البلطجية والزعران حيث تسقط الاقنعة عن اشباه الدول والمجاميع والكيانات فنكتشف اننا امام عصابات ومجاميع من قاع المدينة سوقتها العواصم الامبريالية كدول ومجاميع ذات سيادة ومنحتها مقاعد في الهيئات الدولية.
ولا تحتاج العصابات لحديث مسهب حول اخلاقها ومستواها الفكري والاجتماعي فهي صورة للدرك الاسفل الذي تنتهي اليه الدول الذابلة الفاشلة بعد عقود من خدمة الاستعمار في الداخل والخارج. وفي التعاطي مع هذه الظاهرة تختلف الاجتهادات.:
1- فثمة من يدعو الى اهمالها الى ان تسقط من تلقاء ذاتها...
2- وثمة من يرى في ظاهرة البلطجة بوجهيها الخاص والعام, دمامل متقيحة مؤذية تحتاج الى استئصال سريع.
3- اما ماركس مؤسس الاشتراكية فيربط بينها وبين ما يسميه حثالات المجتمع, ويبالغ احيانا بتعميم هذه الظاهرة وتسميتها بلغة لا تخلو من العنصرية (الشعوب الرجعية من قلاع روسيا القيصرية).
وفي كل الاحوال, فنحن امام ظاهرة مريضة بما هي قناع الدول الفاشلة الذابلة التي تستعد كما يبدو, لمغادرة التاريخ.(العرب اليوم)