الثراء والفساد والوظيفة العامة

تم نشره الخميس 21st نيسان / أبريل 2011 02:18 صباحاً
الثراء والفساد والوظيفة العامة
سلامه الدرعاوي


اختلفت نظرة الاردنيين للمنصب العام, ففي السابق كانت رهبة الوظيفة العامة وتحدياتها تدفع البعض للاعتذار عن توليه, أما اليوم فالامر مختلف, فمجرد ان يعرض على شخص منصب عام, فان معيار القبول والرفض لدى شريحة واسعة من هؤلاء هو مدى استفادته الشخصية من تلك الوظيفة.

تفاجأنا قبل سنوات من ان بعض رؤساء الوزراء المكلفين عرضوا على شخصيات الدخول معهم وزراء في حكوماتهم, الا انهم رفضوا لاعتبارات مالية بحت, بعضهم قال ان وظيفته في القطاع الخاص تدر عليه دخلا يتجاوز عشرة اضعاف ما قد يأتيه من المنصب الحكومي, والبعض الآخر رفض تلك الحقيبة الوزارية على اعتبار ان فرص تنمية الثروات فيها محدودة للغاية عكس الوزارات الاخرى التي تتربع على مشاريع انفاقية كبيرة وتمتلك موارد ومنحا واعدة.

البعض الآخر يدفع بكل الواسطات من اجل تسميته في بعض المواقع الرسمية القيادية على اعتبار انها ستكون بمثابة الجسر الذي من خلاله سيعبر الى سلم المجد والثراء من خلال التحالفات وشبكة العلاقات التي يقيمها اثناء خدمته العامة, لذلك نجد ان عددا كبيرا من الوزراء بمجرد خروجهم من الحكومة تجدهم اعضاء في مجالس ادارة شركات كانت لهم بها ارتباطات وظيفية مباشرة وغير مباشرة, والبعض الآخر لديه مكاتب استشارية والتي باتت اليوم "موضة" العمل خارج الوزارة, ونوعا من انواع التحايل على اخلاقيات الوظيفة الرسمية, حيث تجد مكتب ذلك المسؤول يعج بالعقود الاستشارية بمبالغ طائلة علما انه لا يقدم اية استشارات ذات مدلول عملي مفيد, لكنها ببساطة تندرج تحت ما يسمى "بالتزبيطات".

بعض المسؤولين اليوم ينظرون للمنصب العام واهميته من ناحية التعويض او مكافأة نهاية الخدمة التي يحصلون عليها من بعض الجهات, او تلك التي تعرف اليوم بالاعطيات والهبات, فبتنا نسمع اليوم من ان وزيرا سابقا يشكو من انه لم يحصل على سيارة كما حصل زميله الآخر, او انه لم يحصل على منصب ترضية او شرفي, او ان مكافأة شهور خدمته القليلة لا تتناسب وواقع معيشته وانفاقه الكبير, لا بل ان البعض بمجرد الحديث معه عن منصب رسمي يخرج القلم والورقة ويبدأ عملية حسابية حول مدى استفادته من الوظيفة, ويبدأ مساومات حول سبل تسديد ديون او بحث شراء فيلا او غير ذلك من الامور.

للاسف النظرة الى الوظيفة العامة باتت متدنية وانتهازية عند البعض لدرجة انك تشعر بالغثيان وانت ترى زمرة من المسؤولين سواء الحاليين او السابقين يمارسون ابشع انواع الاستغلال للمنصب الرسمي, الذي اصبح في نظرهم فرصة لا تعوض للثراء الفاحش, والتلاعب على القوانين.(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات