تضامنوا مع الاطباء
اضافة للحقوق المشروعة التي يطالب بها اطباء وزارة الصحة من اجل انصافهم وتصحيح اوضاعهم وتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين, فان لحركة هؤلاء الاطباء ابعادا تطال الوطن بكامله وتحتاج لتضامن كل الاردنيين بمختلف شرائحهم الاجتماعية وتياراتهم وانتماءاتهم..
واذا كانت الحراكات المطلبية عموما تحتاج لمثل هذا التضامن فان حراك الاطباء يحتاج لتضامن اوسع ولحملة اعلامية مرافقة ايضا.
1- في درس من مصر كشفته الصحف الاسبوعية بعد نجاح الثورة ان نجلي مبارك ومافيات الصحة والقطاع الطبي كانوا يعدون لاستثمارات خاصة في هذا القطاع استدعت تحطيم القطاع الحكومي واجبار الاطباء على مغادرة هذا القطاع عن طريق الاهمال المتعمد للخدمة العامة ومستوى الرواتب للاطباء والعاملين فيه...
وفي مقارنة موثقة بين اجور الخدمة والعلاج في القطاعين تبين ان الغالبية الساحقة من المصريين لا تستطيع ان توفر الحد الادنى من العلاج فكيف اذا تقلصت مؤسسات القطاع العام.
ولذلك استحوذ الاهتمام بمستوى اطباء القطاع العام واجورهم ومستوى الخدمة العامة على اهتمام شباب الثورة وبرنامجهم مثله في ذلك مثل الاهتمام برغيف الخبز والخدمات الاساسية.
ولا يزال العالم كله منذ عقود طويلة يتحدث عن الخط الاحمر للمثلث الشهير (الجهل والفقر والمرض) وما يستدعيه من انفاق حكومي له الاولوية, ولذلك لا معنى للذرائع الحكومية حول الموارد اللازمة فيما تنفق مئات الملايين على قطاعات اقل اهمية.
ويمكن القول هنا انه كما يقتطع (لمكافحة الارهاب السياسي) مبالغ طائلة, فان مكافحة الارهاب الناجم عن المرض والفقر لا يقل اهمية عن ذلك.
2- كما لا يقبل احد ان تمارس على البلاد املاءات من اي نوع فلا يجوز للبنك الدولي ان يمارس املاءات اقتصادية لها نتائج اجتماعية ضارة, مثل دفع البلاد نحو المزيد من تفكيك القطاع العام وخصخصة لصالح حيتان السوق المعروفة, ومنها حيتان القطاع الطبي والتأمين كذلك.
3- ان حراك الاطباء جزء من حراك مطلبي مشروع مثل العمال والمعلمين وغيرهم مما يستدعي تكامل هذا الحراك والتضامن الشعبي معه.
4- ان قطاع الاطباء عموما مفخرة اردنية حوّل الاردن الى قبلة لسياحة علاجية تدر على البلاد مئات الملايين, فمن دور الاطباء الاردنيين المبكر في امراض القلب الى المؤتمر الاخير للخلايا الجذعية باشراف اطباء معروفين مثل زياد واديب الزعبي وعلي العتوم.. الخ.
ويعرف الجميع دور المدينة الطبية ومؤسسات عامة اخرى في تحقيق هذه السمعة.
5- ومن المفهوم اخيرا ان الحراك المطلبي لاطباء الصحة هو في جانب منه حراك لاطباء من ابناء الطبقات الشعبية الذين يتواصلون مع هذه الطبقات مقابل اوساط طبية ولدت او وجدت في فمها ملعقة من ذهب, بعضه نتيجة جهد خاص وبعضه نتيجة مناخات حيتان الخصخصة.(العرب اليوم)