نجمة داود وهلال السلاجقة
هناك من يعتقد ان ظلال الشرق اوسطية الاسرائيلية - الامريكية لا تزال قائمة وان ما تشهده المنطقة والشرق العربي لم يتحرر بعد من هذه الظلال..
وبالمقابل ثمة مؤشرات قوية على ان المثلث الاقليمي: التركي - الايراني - الاسرائيلي - لا يتحرك على ايقاع واحد من حيث قانون الصعود والهبوط وانعكاس ذلك على الوضع العربي:
1- ايران تحت حصار مفتوح بهدف منعها من التحول الى قوة صاعدة حيث يسعى التحالف الامريكي - الصهيوني واعوانه الى تطويقها بالحسابات المذهبية والعصبية المضادة للعصبية الفارسية.
واضافة لذلك فان الاستراتيجية الايرانية تناور في (الشرق الاوسط) لتعزيز حضورها واهدافها الاستراتيجية في آسيا الوسطى وحول بحر قزوين وقلب العالم الاورو - آسيوي. فالشرق الاوسط والمحيط العربي ليسا هدفا ايرانيا استراتيجيا كما يتوهم بعض العرب, بل آسيا الوسطى كما سبق...
2- العدو الصهيوني, هو جزء من معسكر القوى الهابطة المرشحة لمغادرة التاريخ في غضون العقد المقبل.
وقد تخلى بعد صعود تركيا وايران وبعد انسحابه من جنوب لبنان تحت ضربات حزب الله, عن اسرائيل الكبرى الى مشروع البنيلوكس الثلاثي (مركز اسرائيلي ومحيط اردني - فلسطيني) او ما بات يعرف باسرائيل الصغرى..
3- اما القوة الاقليمية الثالثة, تركيا والتي كانت مرشحة لقيادة مشروع عثماني ناعم بديل عن المشروع الصهيوني والشرق اوسطية, فهي اليوم في مأزق حقيقي لم يكن محسوبا ولا متوقعا بالنظر الى عاملين جديدين:
- الاول الثورات الشعبية العربية وخاصة في مصر مما يؤهل القاهرة لان تكون مركزا قوميا يؤسس لهلال اسلامي عربي لا عثماني.
- الثاني, الاخطاء القاتلة للسياسة الخارجية التركية ازاء الثورات العربية وتراجع الحسبة الاستراتيجية امام نفوذ الشركات التركية ومصالحها في ليبيا القذافي وغيرها وربما ادركت تركيا ان هذه الثورات ستستقر آخر الامر عند البديل المصري في القاهرة.
وفي كل الاحوال فمقابل نجمة داود التي تذبل رويدا رويدا في سماء الشرق, فان الهلال الاسلامي عبر الثورات الدستورية وليس عبر الحاكمية وولاية الفقيه يشكل مداراته في هذه السماء من هلال تونس الى هلال الثورة الليبية الى هلال ميدان التحرير في القاهرة.
واذا كانت رؤيته مشوشه بين سماءين, سماء السلاجقة وسماء العرب فان سماء البويهيين الشيعة غائمة وسماء داود في خريفها الاخير..
وذلك ما يفسر ايضا تراجع الحماس الامريكي والاوروبي للثورة العربية وموقفهم المتردد بل والمذعور منها سواء في اليمن او ليبيا وغيرهما.. فهم ضد اي مشروع عربي ايا كانت الوانه حمراء او خضراء كما كانوا ضد عبدالناصر ومحمد علي من قبله.(العرب اليوم)