ملتقى حواري في معان حول "تطلعات الشباب للبرنامج الإصلاحي "
المدينة نيوز - معان - عقدت هيئة شباب كلنا الأردن/ فريق عمل محافظة معان ملتقى حواري حول تطلعات الشباب للبرنامج الإصلاحي قانون الانتخاب والأحزاب والمبادئ الإصلاحية ، بمشاركة ممثلين عن الفعاليات الحزبية والنقابية والثقافية والشبابية في محافظة معان في مقر الهيئة.
وتناول المتحدثون أوراق عمل تحدثت عن آليات التحفيز والمشاركة في الأنظمة الانتخابية البرلمانية وكيفية تحفيز الشباب لتقديم مقترحات لقانون الانتخاب ومتطلبات الإصلاح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمرحلة المقبلة .
وفي الجلسة الأولى التي أدارها الإعلامي عبدالله آل الحصان ، تناول الناشط الحقوقي والنقابي المحامي ماهر كريشان في ورقته ملامح الأنظمة الانتخابية وآاليات التحفيز والمشاركة فيها ، مؤكداً أن أتباع سياسة إصلاحية شاملة مهمة في كافة المجالات تحقق تطلعات الشعب الأردني ، معتبراً أن الإصلاح بات ضرورة ملحة في ظل الظروف السياسية التي يعيشها العالم والمنطقة ، مشيراً إلى أن الاصلاح اصبح الوسيلة الامثل لتحقيق الاستقرار في الدول والمحافظة على أمنها ومكتسبات شعوبها، وبين كريشان أن الإصلاح يتطلب المزيد من التشريعات والقوانين الناظمة التي تسهم في استمراره وتحقيق الغايات المطلوبة .
وفي الورقة الثانية حول كيفية تحفيز الشباب لتقديم مقترحات لقانون الانتخاب ومتطلبات الإصلاح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمرحلة المقبلة، تطرق النائب الأسبق الدكتور هاني النوافلة للرؤية الملكية للإصلاح ومكافحة الفساد، مؤكدا أن الأردن يسير في نهج اصلاحي ترعاه القيادة السياسية باعتبارها الضامن الوحيد لتحقيق الاصلاح المنشود في كافة المجالات .
وقال النوافلة أن تشكيل لجان للحوار الوطني والحوار الاقتصادي والاصلاحات الدستورية يؤكد الارادة القوية للدولة الاردنية في تحقيق التغيير والاصلاح الذي يحافظ على الوحدة الوطنية والمكتسبات الوطنية، معتبراً أن هناك عدم انسجام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في الاردن في ظل ما اسماه استقواء تمارسه السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية مما أضر باليات إصدار القوانين والتشريعات وغاياتها ووفر بيئة ملائمة لتفشي الفساد المالي والاداري في مؤسسات القطاع العام.
وأكد الدكتور النوافله على اهمية الشباب باعتباره الشريحة الأكثر تأثيراً وفعالية في المجتمع في تحقيق الاصلاح المنشود من خلال مشاركتهم في صنع القرار وتشكيل نوع وشكل الحياة السياسية والحزبية في الاردن خلال المرحلة المقبلة.
وشدد على اهمية تفعيل دور الهيئات الشبابية المختلفة والانطلاق من الشعارات نحو العمل المنتج الذي يعود على الوطن والمواطنين بالفائدة مؤكدا اهمية تحلي الشباب الاردني بفكر سياسي هادف يتبنى الثوابت الوطنية والاصلاحية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وفي الورقة الثالثة أكد نائب رئيس جبهة العمل الإسلامي في معان إبراهيم الحميدي على أهمية وجود قانون انتخابات عصري يمثل كافة الأردنيين ،والعمل كذلك على الفصل بين السلطات وعدم تغول واحدة على أخرى بحث تؤدي كل سلطة دورها باستقلالية ونزاهة، مضيفاً لا بد من رؤية نتائج ملموسة من قبل الحكومة في عملية تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، مقدراً الانعطافات القوية للبرنامج الحكومي فيما يخص نقابة المعلمين والاجتماعات العامة وتشكيل الحوار الوطني ، مشدداً أهمية ضرورة القضاء على الفساد أينما كان.
وتناولت الجلسة الثانية التي أدارها منسق هيئة شباب كلنا الأردن في معان أحمد البزايعة متطلبات ومبادئ الإصلاح للمرحلة المقبلة من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، قال الوزير الأسبق موسى خلف المعاني في ورقته التي قدمها ، أن الأردن يمثل النموذج الامثل في الانفتاح الواعي والحريات والعدالة ونشر السلام في العالم وان الاردن كان وما زال وطنا للعروبة والحرية والتسامح وارض للرسالات والشهادة والكبرياء مؤكداً في هذا الاطار على الشرعية الدينية والسياسية والاخلاقية للقيادة الهاشمية .
وأكد المعاني أهمية تعزيز دور مجلس النواب من خلال وضع قوانين عصرية للانتخاب والاحزاب تضمن انتخاب مجلس نيابي قادر على فرز حكومة قوية ومنتخبة تحقق الاصلاح والعدالة وتحارب الفساد والمحسوبية وتحافظ على الوحدة الوطنية وامن واستقرار الأردن، وطالب المعاني الحكومة إعادة النظر في القوانين المؤقتة والعمل على توفير فرص عمل ملائمة للشباب وتحفيزه للمشاركة الحزبية والعمل الحزبي.
من جانبه أكد رئيس بلدية معان السابق خالد خلف الشمري أهمية تعظيم الانجازات الوطنية والمحافظة عليها ، مشددا على ضرورة تحقيق الاصلاح ومكافحة الفساد والحافظ على المال العام ، معتبراً أن الشباب هم من يقود عملية التغيير في الأردن ولا بد من دعمهم والاستماع الى مطالبهم مشيرا الى اهتمام جلالة الملك بالشباب والدعم الذي يوليه جلالته للشباب الاردني .
من جهته أكد عميد كلية إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعة الحسين بن طلال الدكتور فؤاد كريشان على أهمية المشاركة الجماعية في الإصلاح للوصول إلى الإصلاح الشامل ، مشيراً إلى أن الاصلاح السياسي لا بد ان يرافقه اصلاح اقتصادي واجتماعي ومحاربة للواسطة والمحسوبية ، وقال أن الأردن ماض في سياسة التصحيح الاقتصادي منذ 14 عام الى جانب خلق بيئة محفزة للاستثمار.
واعتبر كريشان أن جوهر الإصلاح الاقتصادي يرتكز على قاعدة اساسها التوزيع العادل للدخل والثروة وسد للفجوة التنموية وتحقيق لللعدالة الاجتماعية ومحاربة للفقر والبطالة.
وفي كلمة الشباب قال محمود حيدر عبدالغني أن الشباب يأخذون بمضامين خطاب جلالة الملك بمشاركة بفعالية في الحياة العامة والحياة السياسية ، ولعب دور رئيسي وفاعل في قيادة العملية الإصلاحية من خلال إعطاء المهلة للحكومة في عملية الإصلاح واستكمال الدور الشبابي في هذا المجال ، من خلال التواصل مع لجان الحوار الوطني واعتماد سياسة الحوار والرأي والري الآخر .
وأكد المشاركون في الملتقى الالتفاف حول القيادة الهاشمية الحكيمة والتأكيد على الوحدة الوطنية ، مؤكدين على تفعيل دور الإعلام الاجتماعي ودعم وتبني المبادرات الشبابية ،والعمل على توسيع مظلة التأمين الصحي وتحسين الخدمات الصحية ، وسن القوانين التي تعتبر الواسطة والمحسوبية جريمة ، والتركيز على التوعية بالقوانين والأساليب التي تحد من السلبيات وتعزز الإيجابيات وتفعيل الدور الإيجابي للعشائر ، وتكثيف دور المؤسسات والهيئات الشبابية بالإضافة إلى إعادة النظر بالعبء الدراسي والأنشطة اللامنهجية للحد من العنف لدى الشباب، والتأكيد على دور المرأة في المجتمع
وأوصى المشاركون بضرورة انجاز برامج وأنشطة على مستوى وطني تعمل على التعريف بالمفاهيم ، والحقوق والواجبات في مجالي الثقافة والإعلام ، وتوظيف المناهج الدراسية ، وتفعيل دور المدرسة وتأهيل الكوادر العاملة في مجال الثقافة والإعلام ، وتفعيل دور وزارة الثقافة ، والاهتمام بروّاد الحركة الثقافية والفنية ، ودعم المبادرات والإبداعات.
وأكد المشاركون على ضرورة إجراء دراسات ميدانية وحقيقية لإنجاز إستراتيجية وطنية لمكافحة الفقر والبطالة وإعادة وزارة التموين ، وإعادة جدولة الضرائب وتنفيذ برامج تراعي القدرات والعثرات المالية للمواطنين ، والتركيز على دور التعليم الجامعي والمدرسي في تعزيز القيم الإيجابية للعمل ، ودعم الشباب وتسهيل حصولهم على القروض التنموية ودعم المؤسسات والجمعيات ذات الطابع الاقتصادي ، والعمل على تحسين موارد الدولة من الاستثمارات من خلال ربط التسهيلات بالعائد على الاقتصاد ، ودمج المؤسسات الرقابية في هيئة ذات مرجعية قضائية ، الاحتكاك بالتجارب الدولية والعمل على بث خطاب ديني يساند قيم العمل الإيجابية وعدم التواكل ، نشر ثقافة التجارة الإلكترونية والعمل عن بعد ودعم المبادرات الخاصة بذلك . والعمل على إعادة كل من شركات الكهرباء والماء والهاتف لسيطرة الحكومة من الناحية المالية، والإجرائية، وتصميم آليات تحصيل تتناسب مع الوضع الاقتصادي والعبء المحمل على المواطن .
وفي المحور السياسي أوصى المشاركون إلغاء قانون الانتخاب الحالي والعمل على إنجاز قانون جديد وإجراء انتخابات على أساسه ، وإعادة النظر في خدمة العلم ، وضرورة التعريف بالمعاهدات والاتفاقيات مع الدول الأخرى وفتح المجال أمام المجتمع لمناقشتها وإبداء الرأي فيها ، والتركيز على تضمين المناهج الدراسية بالمواد التي تعزز مفهوم المشاركة السياسية وتشجع عليها ، وتفعيل دور اتحادات الطلبة والمؤسسات الشبابية ودعم المبادرات الشبابية ، وإنشاء نقابة معلمين والعمل على إعادة الهيبة للمعلم ، التركيز على دور الإعلام ، وفتح ودعم حوار وطني شامل ، وصولا لاعتماد أسلوب الاستفتاء في قبول ورفض القرارات المصيرية .
