عندما يضحك البنك الدولي علينا

يتمتع خبـراء البنك الدولي بأرفـع الكفاءات علماً وخبرة ، فلا يمكن اتهامهم بالغباء ، وإذا صدرت عنهم تصريحات غبيـة فليس لأنهم أغبياء بل لأنهم يظنون أننا نصدق كل ما يقال لنا.
نقطة الضعف في الاقتصاد الأردني هي الموازنة العامـة والسياسة المالية التي أدت إلى اتساع فجـوة العجز وتضخم المديونية في السنوات الأخيرة ، لكن البنك الدولي بلسان نائب رئيس البنك لشـؤون الشرق الأوسـط وشـمال إفريقيا في مؤتمر صحفي بعمان مؤخراً ، لم يتردد في امتداح الفريق الاقتصادي على سياسـته المالية الحصيفة!.
تـدل تقارير وزارة المالية على إن عجـز الموازنة تفاقـم خلال السنوات الثلاث الأخيـرة ليتجاوز مليـار دينار سنوياً ، وأن المديونية ارتفعت في العام الماضي بحوالي 8ر1 مليار دينار ، بضمنها 47ر1 مليار للحكومة المركزية وحدها. ولكن خبير البنك الدولي قال إن الاقتصاد الأردني على المسار الصحيح وخاصة في مجال السياسة المالية وضبط الموازنة (راجع جوردان تايمز 6/4/2011).
ويضيف الخبير الدولي ، إن ما يدعو للتفاؤل إن الفريق الاقتصادي ما زال يواصل نفس السياسـة ، ولذا فإنه يوافـق على توقعات وزارة الماليـة بأن النمو الاقتصادي هذا العام سيكون في حـدود 5ر3% ، وبناء على ذلك فإن البنك الدولي سـيقدم للأردن قرضاً بمبلغ 250 مليون دولار ، دعماً للإصلاحات الاقتصادية التي لم تحدث بعد.
قبل فريق البنك الدولـي ما قيل له من أن السياسـة المالية تمكنت من تخفيض العجـز في الموازنة العامة من 5ر1 مليـار دينار في 2009 إلى 05ر1 مليار فقـط في 2010 ، فهل انتبهـوا إلى أن الدين العام ارتفـع فـي 2010 بمقدار 8ر1 مليار دينار ، أي أكثـر من ارتفاعه في 2009 وهو 1ر1 مليار دينار. لم يلاحظ (الخبراء) أن ارتفاع المديونيـة هو الوجـه الآخر المطابـق للعجز ، فإذا كان العجز قد هـبط بمقدار 450 مليـون دينار في 2010 فلماذا ارتفع صافي الدين العام في نفس العام بعد تنزيل ودائع الحكومة ومؤسساتها بأكثر من ارتفاعه في السنة السابقة.
نحتـرم ذكاء خبـراء البنك الدولي وصندوق النقـد الدولي ، ونرجو أن يحترموا عقولنا ، فالمطلوب تحديد العيـوب وعلاجها وليس التغطيـة عليها وامتداحها.
(الراي)