اتفاق فلسطيني هام برسم حمايته !

والسؤال لتجمع الشخصيات الوطنية المستقلة الذي عقد في رام الله ولغيرهم من المستقلين الذي فاجأهم الاجتماع الذي عقد في القاهرة رغم الدور الكبير للمستقلين الفلسطينيين في المصالحة ولذا استوجب مجدداً دعوة المستقلين فوراً (والمقصود عندي غير الفصائليين وهم الأغلبية الكاسحة من الشعب الفلسطيني في الداخل تحديداً) إلى أن يوفروا لاتفاق المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية بين فتح وحماس أي بين السلطة الفلسطينية والمعارضة الاسلامية رافعة وحاضنة لانجاح هذا الاتفاق الأولي الذي يشكل هدية ثورة مصر الجديدة للشعب الفلسطيني حين بدأت مصر تلعب دورها الوطني والقومي كنصير للشعب الفلسطيني وقضيته بعد ان ظل اتفاق السلام عائماً وبرسم المقايضة عليه من اسرائيل والولايات المتحدة في زمن عمرو سليمان..
هذه فرصة تاريخية على الشعب الفلسطيني أن لا يضيعها فالمصالحة الوطنية واعادة لُحمة الشعب الفلسطيني أهم بكثير من أي مواقف أو خطوات سياسية أخرى مهما تعاظمت فقد ثبت أن انقسام الشعب الفلسطيني يعطل ويخلق ذرائع للإسرائيليين وحلفائهم لحرمان الشعب الفلسطيني من الوصول الى حقوقه الوطنية بالتفاوض وحرمانه من حقه في المقاومة أيضاً حتى يصبح الطريق بالتفاوض غير سالك..
واذا كان الشعب الفلسطيني لم يحاسب بعد أولئك الذين سببوا له الانقسام والتراجع وضعف الارادة وصبر على ذلك لاعتبارات ذاتية وموضوعية لدرجة توهم البعض وكأن هذا الشعب فقد ارادته في الكفاح فإن هذه المرحلة الجديدة مع التوقيع على اتفاق المصالحة في القاهرة سوف تفتح صفحات جديدة لها ما بعدها..
لا بد من استنهاض طاقات هذا الشعب المكافح ودفعها باتجاه حماية الاتفاق وتعميقه وجعله يثمر..
فما زال الاتفاق حتى مع توقيعه في خطوطه العريضة والأولية هشاً..ولذا لا بد من الانتقال به خطوات للأمام ليشمل رزمة متكاملة تتضمن ملفات منظمة التحرير الفلسطينية والأمن والانتخابات والحكومة والمصالحة الوطنية وخطوات بناء الثقة على أساس تأكيد ما تم الاتفاق عليه في مراحل سابقة وظلت قوى خارجية واقليمية تضغط من خلال الطرفين المتصالحين الآن حتى لا تثمر المصالحة ..
ثمة اطراف عديدة لا مصلحة لها في المصالحة التي وقعت في القاهرة وهذه الأطراف بعضها فلسطيني وبعضها عربي ودولي وعلى راس هذه الأطراف اسرائيل التي ظلت تطرح على الشعب الفلسطيني في هذا الباب خيار «صحيح لا تكسر ومكسور لا تاكل وكل حتى تشبع» فإن لم تتصالح قواه الاساسية قالت اسرائيل انها «لا تجد شريكاً» وأن تصالح الفلسطينيون اتهمتهم «بالارهاب»..
قيمة القيادة الفلسطينية الآن هي في رفض أي ضغوط تقع عليها لمنع هذه اللحظة التاريخية واستثمارها وعلى هذه القيادة بكل تفرعاتها ان تقاوم كل اشكال التعطيل وأن تدينها وان تمضي لكسب هويتها الوطنية وشرف انتمائها للشعب المناضل من خلال انجاز المصالحة وبالتالي الوحدة الوطنية ومسح مأساة الانقسام المخزي الذي أضاع الكثير من رصيد الشعب الفلسطيني النضالي وأساء لكفاحه..
اناشد تجمع الشخصيات الوطنية المستقلة الذي يعتبر نفسه شريكاً والذي تفاجأ بالاتفاق الجديد أن يوفر المزيد من الدعم والاستقطاب لصالح هذه الخطوة التاريخية التي على من انجزها السعي مجدداً لكسب ثقة الشعب الفلسطيني والأشقاء العرب وطمأنتهم على مستقبل القضية الفلسطينية والعمل لانتزاع حقوق شعبها...
هذا اتفاق مهم يجب حمايته والدفاع عنه وصونه مع التوقع والاستعداد ان تدور عليه المعارك من اعداء الشعب الفلسطيني وأن يسقط من أجله الشهداء..إنه مقدمة تحرير الحقوق الوطنية الفلسطينية واستعادتها وعنوان جديد لمرحلة التحرر الوطني التي تعثرت بالانقسام..
ان الأربعاء 4/5/2011 هو يوم مجيد مشرق يستحق أن يحتفي به في كل عام كعنوان لوحدة الشعب الفلسطيني الوطنية...(الراي)
alhattabsultan@gmail.com