البنيلوكس

لم يستقر قاموس المحاولات الصهيونية المتواصلة لتصفية القضية الفلسطينية بما يكرس (تل ابيب) عاصمة لمشروع الشرق الاوسط الصهيوني - الامريكي, لم يستقر على سيناريو محدد منذ بدء الغزو اليهودي لفلسطين وقبل اعلان دولتهم 1948 . وقد تراوح هذا القاموس بين السيناريوهات التالية:-
1- سيناريو الكانتونات المأخوذ من التجربة السويسرية وكانت اول مرة يتم التطرق فيها الى هذا السيناريو عام 1937 (قبل اعلان دولة العدو بعقد كامل) وتضمن السيناريو تقسيم فلسطين الى ثلاثة اجزاء, قسم عربي وقسم يهودي و »قدس) مدولة وبحيث يتوحد القسم العربي مع امارة شرق الاردن ثم يتوحد الاثنان مع القسم اليهودي في اطار فدرالية كانتونات ثلاثية.
وقد تكرر الحديث عن هذا السيناريو في مقترحات لجنة بيل وعلى صفحات جريدة المقطم المصرية المقربة من الاحتلال البريطاني.
2- سيناريو البانتو ستانات المأخوذ من تجربة جنوب افريقيا ابان الحكم العنصري (مركز اقليمي بقيادة العنصريين البيض في جوهانسبرغ ومحيط من الدول السوداء التابعة التي كانت بمثابة خزان بشري للسود الذين يجري ترحيلهم بين الحين والحين من جنوب افريقيا وكانت الدول السوداء المذكورة مثل بتسوانا خزان امني, ولتقسيم العمل ايضا (الصناعات الملوثة للبيئة مثل الاسمنت او التي لا تحقق قيمة مضافة عالية وتتمتع بايد عاملة رخيصة.. الخ).
3- ثم سيناريو البنيلوكس وهو مستمد من تجربة بلجيكا - هولندا - لوكسمبورغ ويعكس الاسم الاول من كل منها (الباء من بلجيكا والنون من نذر لاند (هولندا) ولوكس من لوكسمبورغ).
ويعد هذا المشروع اساس الاتحاد الاوروبي الذي بدأ باتحاد اقتصادي بين البلدان الثلاثة وانتهى باتحاد سياسي, الامر الذي يفسر اصرار العدو الصهيوني على السلام الاقتصادي قبل (السلام السياسي) عند الحديث عن استعارة البنيلوكس المذكور واعادة انتاجه في المنطقة (مركز اسرائيلي ومحيط اردني - فلسطيني) وتحميل العالم تكاليف ونفقات ذلك عبر مشاريع وبنى تحتية اقليمية تحت سيطرته مثل مشروع سكة الحديد وقناة البحرين والمناطق المؤهلة.. الخ
وحسب شمعون بيريز فان هذا المشروع يساهم في الترانسفير الناعم والتصفية النهائية لقضية اللاجئين في الاردن بالاضافة للتجسير بين تل ابيب والمنطقة (النفط والاسواق) وتسويق (اسرائيل الكبرى) باسم آخر (الاردن الكبير)..
والجدير ذكره انه بالاضافة لبيريز فالمشروع اليوم هو ركيزة اقتراحات وتوصيات معهد هرتزليا الصهيوني, كما سبق لمسؤولين فلسطينيين ان دافعوا عنه مثل المرحوم خالد الحسن وحنا سنيورة..
4- اخيرا, فان المشروع المذكور هو جزء من سيناريو او مستقبل المنطقة في المشاريع الامريكية التي تقوم على استبدال الدول القطرية المركزية بفدراليات جهوية لامركزية قد تمتد الى اليمن ولبنان وليبيا والسودان.. الخ كما ان سورية ايضا على هذه القائمة الامريكية - الصهيونية.(العرب اليوم)