عائداً إلى يافا على طريقته!!

في مثل هذا الوقت من كل عام يوزع تقرير عن الاقتصاد الفلسطيني تعده شركة «فلسطين للتنمية والاستثمار»..التي حققت نتائج ايجابية عن العام 2010 رغم الاحتلال والحصار..
في اجتماع هيئتها العامة فوجيء الحضور بغياب رئيس مجلس الإدارة الذي انتظره أعضاء المجلس والهيئة وقد جاء عذر غيابه الذي تلاه نائبه نبيل الصراف أن منيب المصري التحق بحفيده الذي يحمل إسمه (منيب) والذي أصابه الرصاص الاسرائيلي حين انهمر على عشرات الآلاف من الذين عبروا بلدة مارون الراس الشهيرة في جنوب لبنان بإتجاه الخط الأزرق حيث قوات الاحتلال..
لقد جاء اللبنانيون والفلسطينيون وعرب وأجانب من كل انحاء لبنان ومن جامعاتها وكان منيب المصري الحفيد معهم، ورغم أنه كان بإمكانه ان يكون في نابلس حيث بيت جده أو ان يظل بعيداً في الجامعة الأميركية بيروت يتمتع بحياة مترفة..الا أن عمق الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لم يبق أحداً خارجه منذ استشهاد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل عام 1948 ..
ان رمزية اقتحام الحدود والاحساس بالنكبة كانت أولوية عنده فأصابته رصاصات اسرائيلية اصابات بليغة فتت الطحال واحدى الكليتين واصابت عظام الظهر وكانت من النوع الذي يتفجر داخل الجسم..
«منيب» واحد من مجموعة جرحى وشهداء قضوا في المكان وأصيب فيه أكثر من مائة وسجل المتظاهرون الذين تمكنوا من الوصول الى هذه النقطة المتقدمة رسالتهم للعالم ولاسرائيل ولدول الطوق العربية وللعرب كلهم..
ولعل الصورة الأبلغ هي في اقتحام الشاب الفلسطيني حسن حجازي المقيم في سوريا الحدود في الجولان والوصول الى يافا مسقط رأس والديه على بعد 200 كم من نقطة الحدود وحين مثل للتحقيق أمام الجنود الاسرائيليين الذين وجهوا له تهمة انتهاك القانون بعبور الحدود قال (لا يهمني قانونكم ولا أعترف بكم وأنا أقول هذا من هنا من قلب كيانكم)..
حجازي الذي يعمل مهندساً وقد ترك زوجته الحامل خلفه في دمشق يثبت أن الكبار وان ماتوا فإن الصغار لا ينسون ..
«منيب المصري» الحفيد يؤكد أيضاً أن كل الطرق تؤدي الى فلسطين فقد جاءها من جنوب لبنان وفعل ذلك حسن حجازي الذي جاءها من الجولان وهناك من حاول أن يأتي من رفح وهناك من ظلوا يطلعون من الأرض من داخل فلسطين حتى يجيء من يأتي من سمائها ولسان حالهم يقول «اكل الثعلب في برجي حمامه..سوف أرثيها..وساحمي البرج..ولست استعجل ميلاد القيامة (والمقصود القيامة العربية)..
وحيث بدأ الربيع العربي يتفتح عن بطولات وتضحيات وعن آمال بالعودة..ودخول الشارع والشعوب الى معادلة الصراع إن بالمفاوضات أو غيرها فهل تدرك اسرائيل ذلك قبل فوات الأوان؟ وهل وصلتها الرسائل في أن الدنيا تغيرت أو قد تتغير!! ( الراي )