امام القضاء

مثلت امام المحاكم الاردنية في ثلاث قضايا خلال الاعوام 2004-,2011 وكان القرار النهائي في كل من هذه القضايا هو عدم المسؤولية, وقد تبرع المحامي نعيم المدني بالدفاع عني في كل هذه القضايا, وكانت ثالثتها بالاشتراك مع الدكتور سفيان التل الذي تقاسمت معه ايام التوقيف في سجن الجويدة وفي المثول امام محكمة امن الدولة ثم محكمة الجنايات.

وكان لافتا للانتباه في اثنتين من هذه القضايا كما لاحظ احد الاصدقاء اتهامي بقضايا تتعلق بالقاعدة رغم انني اشتراكي قومي وعلماني.

واضافة لقضية (القرية العالمية) التي اتهمت فيها بالاساءة لاصحاب هذه القرية واتهامهم بالتطبيع, وخرجت منها بعدم المسؤولية بقرار من القاضي نوال الجوهري, فقد وجهت لي تهمة ذم هيئات رسمية بعد مقابلة على فضائية الجزيرة حول الرواية الرسمية عن اتهام الجيوسي ومجموعته, المتهمة بعلاقات مع القاعدة, بالتخطيط لاعتداءات على مبنى المخابرات العامة والسفارة الامريكية, وقد قلت انذاك ان هذه الرواية رواية ضعيفة. وقد استمرت القضية من شهر ايار عام 2004 الى نهاية ذلك العام حيث صدر القرار بعدم المسؤولية وكان القاضي هو سطام المجالي.

أما قضية الجزيرة التالية والتي اتهمت فيها باربع تهم مع الدكتور سفيان التل فجاءت تعقيبا على بيان وقعته مع آخرين ضد الاستثمار في مكافحة الارهاب وكان عنوانه ليست حربنا, ومن ثم استضافتني الجزيرة مع الزميل جميل النمري للتعقيب على ذلك وجرت الاشارة خلال اللقاء الى عملية خوست المنسوبة لعضو القاعدة, همام البلوي.

وكان الدكتور سفيان التل قد حذر في مقابلة مع فضائية محلية هي نورمينا من زج الاردن في حروب بعيدة باسم مكافحة الارهاب.

وقد وجدنا انفسنا بعد ذلك امام عدة تهم بناء على شكوى مرفوعة من بعض المتقاعدين العسكريين مما ادى الى توقيفنا من قبل محكمة امن الدولة وارسالنا الى سجن الجويدة ثم الافراج عنا بعد تعديل الحكومة لقانون المطبوعات والنشر, واحالتنا الى محكمة الجنايات برئاسة القاضي الدكتور ناصرالسلامات.

وبعد سلسلة من الجلسات منذ حزيران العام الفائت الى 22 من الشهر الجاري اصدر القاضي السلامات حكمه بعدم المسؤولية عني وعن الدكتور التل.

وكما كانت مرافعات المحامي نعيم المدني وفريقه مثل الدكتور رياض النوايسة تعكس ثقافة قانونية واقتدارا وخبرة رفيعة ومثلهم شهادات الدفاع ممثلة بالدكتور محمد الحموري والدكتور هاني الخصاونة والاستاذ صالح العرموطي والزميل البارع يحيى شقير, فقد كانت حيثيات قرار القاضي الدكتور ناصر السلامات, حيثيات غير مسبوقة من حيث مستواها المهني الرفيع مما يجعلها اضافة حقيقية في تاريخ القضاء الاردني, وذلك حسب شهادات المعنيين. وهو ما لا يعني موقفا او تشخيصا لهذا السلك على اطلاقه ناهيك عن انني لست مؤهلا لمثل هذا التشخيص.

في كل الاحوال واضافة للقضية المشتركة مع الدكتور التل, كان من المفارقة حقا ان يمثل كاتب اشتراكي قومي عربي امام القضاء مرتين في قضايا لها علاقة بالقاعدة, كما اذكّر بالقضاة الثلاثة الذين لم يقوموا بادانتي في كل هذه المرات في وسط معروف وهم نوال الجوهري وسطام المجالي والدكتور ناصر السلامات. ومن قبل ومن بعد فالشكر موصول للمحامي القدير نعيم المدني الذي قد يرافقنا مع الدكتور التل في قضية اخرى الى ان ندخل عصر الدولة المدنية الديمقراطية الحقيقية التي تعم فيها نماذج القضاة المذكورين.0 ( العرب اليوم )