وزراء المهمات الخاصة

تم نشره الإثنين 30 أيّار / مايو 2011 02:20 صباحاً
وزراء المهمات الخاصة
جمانة غنيمات

 في الأردن لدينا وزراء من العيار الثقيل، ولدينا وزراء تكنوقراط، ووزراء الصدفة، لكن النوع الجديد والذي بدأنا نشهده خلال السنوات الماضية، يمكن تسميته بوزراء المهمات الخاصة.
وهذا النوع من الوزراء لا يدري أحد لم تم تعيينه ولم أقيل!، وكل ما يدركه أنه تقلد موقع وزير وسيحصل على لقب معالي ومبلغ تقاعد لهذا الموقع وامتيازاته، من أجل إتمام مهمة بعينها يكلف بها.
لكنهم في الوقت نفسه يجهلون خطورة ما يقومون به، ويسقطون من حساباتهم تبعات قبولهم لمثل هذا الدور "المتآمر" على الناس ومصالحهم، ولا يدركون أن التاريخ سيسجل لهم ما قاموا به، وأنهم سيخضعون لحساب الزمن والناس وهو أقسى أنواع الحساب.
فمثل هذه المهمة وإن كانت في نظر من يؤدونها وطنية، لكنها تخفي بين ثناياها بؤسا وطنيا، وعوزا في الانتماء، خصوصا وأن من قبلوا هذا الدور تنازلوا عن حقوق الناس ولم يحفظوا العهود التي قطعوها على أنفسهم لخدمة الناس، بل جاءوا لخدمة أجندة بعينها.
الوزراء من هذا النوع هم أشبه بـ "المرتزقة" ممن تم استئجارهم بثمن محدد للقيام بدور بعينه، وأغفلوا مصلحة الناس ونسوا في غفلة انشغالهم بالموقع و"البرستيج" أنهم مكلفون بخدمة المجتمع والحفاظ على مصالحه.
 ثمة نماذج كثيرة وأسماء معروفة يمكن أن تدرج أسماؤهم في قائمة وزراء المهمات الخاصة، فمنهم قضى أشهرا قصيرة في مكتب الوزارة ومرر قرارات بعينها خدمة لمشروع ما، أو استجابة للضغوط التي تمارسها قوى ضغط اقتصادية لخدمة أجنداتها، وما لبثوا أن غادروا الموقع لنجدهم عقب ذلك على كراسي تلك الشركات ليكافئوا على خدماتهم الجليلة التي قدموها لهذه الشركات.
ورغم تكاثر هذا النوع من الوزراء خلال السنوات الماضية، والتي فقد خلالها الموقع أهميته وهيبته، نجد أنفسنا أمام نوع جديد من المسؤولين ممن يبحثون عن منافع خاصة، ويعلمون أن وجودهم في موقع الوزير ليس محطة توصلهم إلى مراكز متقدمة في شركات القطاع الخاص، لنكتشف بعد سنوات أن الخلط بين الوزارة والقطاع الخاص جلب مصائب كبيرة ما زلنا نجني آثارها السلبية حتى اليوم.
كثير من الأخطاء والقضايا التي تشغل الرأي العام اليوم مثل برقش، والكازينو ودبين مرر قراراتها وزراء من هذا النوع، حصدوا منافع القطاع العام، وها هم اليوم يتنعمون بمزايا ونعم القطاع الخاص. وقف مثل هذه الممارسات صعب إن لم يكن محالا، في ظل معايير تشكيل الحكومات في المملكة، وصعوبة محاسبتهم في ظل الآليات الحالية التي تفرض التحقيق مع الوزراء من قبل مجلس النواب المشكوك أصلا في قدرته وأهليته على ذلك تبعا لقانون الانتخاب الذي طبق، ونوعية النواب الذين أفرزهم.
القضاء على هذا النوع من الوزراء يحتاج إلى خطوات إصلاحية حقيقية تعيد النظر في طريقة تشكيل الحكومات، حتى نصل إلى حكومات منتخبة تحصل على ثقة مجلس نواب يمثل إرادة المجتمع بحق عقب تعديل قانون الانتخابات الحالي، والقفز عن هذه المتطلبات سيبقي الحال على ما هو عليه إن لم يزد تعقيدا.
مواصفات الوزير وخلفيته السياسية، والشرعية التي يحظى بها، والرقابة التي تفرض عليه فيما لو تغيرت الآليات، مسائل تكفل مراقبة الأداء ووقف تمرير قرارات تضر بمصالح المجتمع وتغتصب حقوقه من دون أن تتوفر له سبل الحساب واسترداد ما ضاع منها. ( الغد )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات