أربعة آلاف دولار .. يا بلاش!

لم اكن اتصور ان تسعيرة الكاتب العربي بهذا الرخص بحيث تصل الى اربعة الاف دولار او ان دولة الستمئة مليار دولار بهذا البخل والتعتير، بحيث تقدم ليبيا القذافي مثل هذا المبلغ لعبدالباري عطوان وخيري منصور او غيرهما!
ولاني لست من زبائن الفيس بوك فقد فوجئت بأصدقاء يتصلون بي ويسألوني عن خبر منشور على الشاشة التي تقبل كل ما يدلق عليها.. فالأرض تدور ولا تدور ايضا، والشمس تشرق من الغرب او الجنوب احيانا!
لقد زرت ليبيا مرة واحدة في حياتي ضمن فعاليات اتحاد الكتاب العرب، وضاعت حقيبتي في المطار مما اضطرني بسبب رطوبة الجو ان استعير حتى الملابس الداخلية من اصدقاء عرب، منهم الشاعر الصديق حميد سعيد والناقد طراد الكبيسي، ولم أكن بحاجة الى أي تعليق على مثل هذه التحرشات التي تلقحنا ضدها منذ حرب العراق، عندما ألقمنا الكثير من الافواه الثرثارة حجارة اسكتتها الى الابد، لولا ان اساءة استخدام البعض للتكنولوجيا بحيث حولوها من نعمة الى نقمة هي المناسبة لهذا التعليق، واظن ان من يتداولون ارقاما من طراز الاربعة الاف دولار هم ممن يسيل لعابهم على ورقة خضراء واحدة سواء اتت من طرابلس او حتى من تل ابيب، وهذه مناسبة ايضا ليعلن كاتب عربي بانه يتحدى اثنين وعشرين نظاما عربيا وكل منظمات الان جي، اوز وكل المحسنين والمرابين العرب وغير العرب بان يبرزوا دليلا واحدا على انه اخذ قرشا واحدا من اي منهم!
ان للبعض يا سادة الفيس بوك الذين يتقيأون سمومهم بلا اية روادع تسعيرة تصل الى ارقام فلكية حسب اللوغرتمات السياسية التي تتداولونها، فلا ليبيا ولا مصر ولا امريكا ولا المريخ ولا روما القديمة او حتى اسبارطة تستطيع ان تفتح عيونها امام عينين ما ذبلتا او انكسرتا امام احد..
نضطر احيانا الى الدفاع عن ثقة قارئنا بنا وعن الحقيقة المعتدى عليها في كل مكان من هذا العالم المحتل نرجوكم دعونا نواصل عملنا تلبية لرهان هو خارج معاجمكم، فاللحظة عصيبة والارض ضاقت حتى اصبحت كظل رمح مغروز في عراء الصحراء..
صحيح ان الفوضى الان تشمل كل شيء بحيث اصبح المحظور مباحا والخجل في عطلة لا اخر لها..
لكن ما نود تكراره هو ان من يبتدعون هذه الارقام انما يعبرون عن فقر مدقع في احلامهم.. ولا يعرفون ان هناك من الناس من عفوا عن الشمس والقمر اذا وضعا في يمينهم ويسارهم!! ( الدستور )