ثورة في الثورة

تم نشره الخميس 09 حزيران / يونيو 2011 12:59 صباحاً
ثورة في الثورة
موفق محادين

بعيدا عن الفرنسي ريجيس دوبريه ومغامراته الفكرية في امريكا اللاتينية فهذا المقال موجه الى الرفاق الذين تاهوا مثل غيرهم في تشخيص ما يجري من ثورات وانتفاضات عربية ... فمن اعتبرها ثورات خالصة من كل شائبة الى من اعتبرها ثورات ملتبسة واحيانا ملونة على الطريقة الامريكية:-

1- اذا كانت الادبيات والدراسات الاشتراكية لا تزال مرجعية لهؤلاء الرفاق فهي مرجعية واضحة وتتحدث عن ثورتين في الثورة, سواء كتابات ماركس وانجلز حول ثورات 1847 في اوروبا وكومونة باريس او كتابات لينين حول ثورة اكتوبر نفسها او كتابات ماوتسي تونغ حول ثورة الصين او كتابات تروتسكي في الثورة المستمرة او كتابات غرامشي حول حرب المواقع ..

فجميعهم تحدثوا عن انخراط اقسام وطبقات وايديولوجيات متعددة في الثورة وعن الطابع البرجوازي الديمقراطي لها في البداية وعن الاصابع الخارجية للرأسماليات العالمية المتنافسة بل ان المخابرات الالمانية تركت لينين يمر الى روسيا في اطار الصراع بين الرأسمالية في البلدين ..

وجميعهم قالوا ان الثورة عملية طويلة معقدة وان مصيرها يتوقف على فن ادارة الصراع عليها بين الطبقات والقوى المختلفة ... وان هذه العملية بقدر ما تعكس شروطا موضوعية تاريخية بقدر ما تحمل اقحامات ترقى الى مستوى المؤامرة ..

وبهذا المعنى, فالثورة مادة صراع بين قوى مختلفة, سواء كانت تقدمية او امبريالية موضوعية او خارجية.. الخ وعليه فليس المطلوب ادانة او تأييد هذه العملية لمجرد ان طرفا تقدميا او رجعيا يشارك فيها, بل الانخراط فيها والصراع عليها.

2- ومن المفارقات الغريبة ما يروجه بعض الرفاق المذكورين عن عسكرة الثورة ضد الرؤساء الدكتاتوريين باعتبار ذلك, حسب هؤلاء الرفاق عملا مشبوها وهو الامر الذي يتناقض كل التناقض مع التقاليد اليسارية ناهيك ان هذا المصطلح ينسب الى محمود عباس وياسر عبد ربه في تعليقهم على العمليات العسكرية للمقاومة... فما من ثورة يسارية لم تكن مسلحة, اما الثورات السلمية فهي من اختراع فلاسفة الثورات البرتقالية امثال شارب وسوروس.. وحسنا ان نذكر هؤلاء الرفاق بموقف الحزب الشيوعي في كوبا والارجنتين من كاسترو وغيفارا, حين اعتبرا عسكرتهما للانتفاضات العمالية والشعبية انذاك عملا مشبوها.

3- كما نذكرهم ايضا بالفرق بين المنطق الميكانيكي والثنائيات المتقابلة, وبين ديالكتيك الافكار والوقائع (وحدة وصراع الاضداد) في الوقت نفسه. ( العرب اليوم )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات