جلسة حوارية عن المرأة والتحديات التي تواجهها

المدينة نيوز - ناقش نشطاء في حقوق الانسان اليوم الخميس في عمان التحديات التي تواجهها قضية المرأة في اعقاب التحولات التي تشهدها المنطقة العربية وخاصة في مصر وتونس.
وعرضت ناشطات من مصر وتونس واليمن في ندوة نظمتها مؤسسة المستقبل، شهاداتهن عن دور المرأة في الثورات التي شهدتها الدول الثلاث، ودورها في الفترة الانتقالية التي تعيشها مصر وتونس.
وحددت رئيسة المؤسسة نبيلة حمزة في الندوة التي هدفت إلى تسليط الضوء على الدور البارز والرئيس للمرأة في الثورات والمظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها المنطقة العربية، الاسئلة الرئيسة التي يتوجب على مؤسسات المجتمع المدني الاجابة عليها بخصوص التحديات والتطلعات والمتعلقة بقضية المرأة ودورها في مرحلة بناء الديموقراطية.
وتساءلت حمزة، هل ان احلال الديمقراطية يعني بالضرورة العدالة والمساواة بين الجنسين؟ وما هي طموحات ومطالب النساء اللواتي شاركن في الثورة؟ هل تستجيب الانظمة الديموقراطية الجديدة لطلبات النساء؟ ما هو الدور المنتظر للمنظمات النسائية في هذه المرحلة؟ ما هي المخاطر التي تهدد مكاسب النساء في مصر وتونس تحديدا.
وبينما شددت حمزة على ان المرأة لم تعد تنتمي الى الاغلبية الصامتة من خلال مشاركتها في ثورات تونس ومصر واليمن، فقد لفتت الانتباه الى السيناريو الذي يتكرر مع كل ثورة، وهو ان تعود النساء الى بيوتهن ويتناسى النظام الجديد الدور الذي لعبته المرأة في الاتيان بهذا النظام والاطاحة بالسابق.
وردت الناشطة الحقوقية التونسية روضة الغربي على هذه التساؤلات بالقول ان ما يشغل بال المرأة التونسية اليوم هو ما يشغل المجتمع التونسي، أي تفكيك المنظومة الديكتاتورية وارساء النظام الديموقراطي.
وقالت الغربي ان التحدي الذي تواجهه الحركة النسائية التونسية حاليا هو استثمار مناخ الحرية لتحويل مطلب المساواة من هدف نخبوي الى مطلب جماهيري.
واوضحت ان اصدار مجلة الاحوال الشخصية التونسية، هي نقلة نوعية في مجال العلاقة بين الزوجين، ولكن الاسلوب الفوقي في اقرارها اعاق التفاعل الايجابي معها من جانب مختلف شرائح المجتمع.
وطالبت الغربي المنظمات والتكتلات النسائية في بلادها بالبحث عن طرق تفجر الطاقات الكامنة في النساء التي سمحت لها ثورة (يناير) ان تتفجر.
من جهتها اعربت مديرة مركز المساعدة القانونية للمرأة المصرية، عزة سليمان واحدى المشاركات في ميدان التحرير، عن تفاؤلها بالمستقبل وعدم شعورها بالقلق، رغم دعوتها للحذر والانتباه، قائلة ان "اهم شيء هو ان نضع اقدامنا على طريق التحول الديموقراطي".
واكدت سليمان ان الديمقراطية بحد ذاتها لن تحل قضية المرأة، مشيرة بهذا الخصوص الى المكاسب التي حققتها المرأة في قانون الاحوال الشخصية، والتي تطالب بعض التيارات المصرية بالغائها، مثلما تطالب بالغاء الكوتا النسائية في البرلمان.
وحضر الجلسة اكثر من مئة مشارك من مسؤولين حكوميين وناشطين، من منظمات المجتمع المدني وخبراء محليين وممثلين عن البعثات الدبلوماسية في الأردن.
ويتزامن تنظيم هذه الجلسة مع الجهود التي تبذلها مؤسسة المستقبل لدعم وتعزيز مبادرات المجتمع المدني التي تهدف إلى تحقيق تقدم واضح وملموس نحو الاصلاح السياسي في المنطقة العربية ضمن بيئة ديمقراطية ترتكز على المبادئ الأساسية لحقوق الانسان، والدعوة إلى مساهمة أكبر للمرأة في عملية التحول الديمقراطي، والنهوض بدور الحركات والمؤسسات التي تدافع عن حقوق المرأة وتمكينها.
يذكر أن مؤسسة المستقبل خصصت حتى الآن حوالي21بالمئة من المنح التي تقدمها الى مؤسسات المجتمع المدني لبرامج تهدف الى تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية والثقافة المدنية، حيث يتم تنفيذ هذه البرامج في تسع بلدان في المنطقة هي الاردن والمغرب ولبنان وليبيا واليمن والجزائر والعراق وباكستان وافغانستان.(بترا)