تبرعوا بعشرة جنيهات لأوباما!!

تم نشره الثلاثاء 14 حزيران / يونيو 2011 12:22 صباحاً
تبرعوا بعشرة جنيهات لأوباما!!
خيري منصور

لم يتذكر رئيس بلدية لندن بوريس جونسون كلمة واحدة مما قاله بلير عن امريكا ورئيسها السابق أثناء غزو العراق، ولم يقف مشدوها يتفرج على موكب الرئيس أوباما في شوارع لندن وهو يركب السيارة الرئاسية المسماة الوحش، ما حدث ان رئيس بلدية لندن أرسل الى الرئيس أوباما وموكبه فاتورة بقيمة عشرة جنيهات استرلينية كغرامة مرورية، وحين ردت البعثة الدبلوماسية الامريكية في لندن على رئيس البلدية جونسون قائلة انها معفاة من الضرائب أجاب جونسون بحزم ان هذه الغرامة ليست ضريبة!

قد يضحك العربي أينما كان موقعه في هذه التضاريس الشقية وهو يقرأ النبأ، فالرؤساء ومن دونهم بكثير لا يدفعون غرامات ولا يخطئون لأنهم معصومون، والناس هم الذين يدفعون غرامات على أصواتهم اذا تجاوزت الهمس ان كان مسموحاً وهو على الأغلب محظور!

وقد لا يعرف من سمعوا بفرانسيس فوكوياما أن أهم ما كتب ليس عن النظام العالمي الجديد او ما سمي خاتمة الانسان، فهذا الرجل كتب عن القانون في الغرب باعتباره العقد الاجتماعي والسياسي الأعظم في تاريخ الحضارة وحين يحترم الناس القوانين فهم يدركون بأنهم يدافعون عن حقوقهم أولاً، لكن على نحو استباقي أو احترازي، وللمثال فقط، فإن من يلحق أذى بسيارة واقفة أمام منزل أو في الشارع يترجل من سيارته ويضع بطاقة تحمل اسمه وعنوانه على نافذة السيارة المتضررة، رغم انه ما من أحد رآه وهو إذ يفعل ذلك ينتظر بالضرورة من آخر يلحق الأذى بسيارته أن يفعل ذلك.. ونحن نعيش في عالم قد يدهس فيه طفل ويلوذ من دهسه بالفرار بدلاً من أن يحمله الى أقرب مستشفى، لهذا يكون كمن قتل انساناً مرتين، مرة حين دهسه ومرة أخرى حين حرمه من فرصة النجاة!

أوباما إذن مطلوب لبلدية لندن بعشرة جنيهات مقابل مخالفة مرورية لموكب رئيس أعظم وأقوى دولة في العالم..

ومن حق البعض ان يتعاملوا مع هذا الخبر باعتباره نكتة سياسية، لكنها ثقيلة الدم وباردة على الطريقة الانجلوساكسونية، لكن من حق البعض الآخر ان يبكي حتى تنضب غدة الدمع من رأسه، فيتيح لما أحتقن من دم مشحون بالغضب أن يتدفق من عينيه ومن فمه أيضاً..

تذكرت على الفور حادثة لا تنسى في باريس قبل بضعة أعوام، فقد نسيت نظارتي الطبية على رف في كشك للتلفون، وكانت معي زميلة فرنسية، عندما أخبرتها قالت لي بأنني سوف أجد نظارتي وما من داع للقلق، لكنني أسرعت في المشي وكأني أهرول قبل أن تضيع نظارتي..

وأخيراً وجدتها في مكانها، فقالت لي السيدة الفرنسية هذا هو الفرق بيننا، فالناس هنا لا يسرقون لأنهم متدينون أو خوفاً من عقاب، بل هو عقد اجتماعي أيضاً فمن لم يسرق نظارتك لا يريد من أحد أن يسرق علبة الدواء التي أحضرها لأمه في اليوم التالي..

بالطبع من يسرق نظارتك الطبية لا يختلف كثيراً عمن يفقأ عينيك أو يسرقهما!

فمتى نفهم القانون على أنه معنا ومن أجلنا أولاً، وان ما يعاقبنا عليه إذا اخطأنا هو ذاته ما سيعاقب الآخرين إذا اخطأوا بحقنا.. وأخيراً المطلوب من رعايا الدول التي تعيش خارج القانون أن يتبرعوا بعشرة جنيهات لأوباما! ( الدستور )
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات