تشريب المنسف بالملوخية!

تم نشره الخميس 16 حزيران / يونيو 2011 12:25 صباحاً
تشريب المنسف بالملوخية!
ماهرابوطير

عنوان مقالتي لاعلاقة له بالوحدة الوطنية،لا من قريب ولا من بعيد،وكل ما نتحدث عنه هو ما نراه في عمان،من تشريب للمنسف بالملوخية،بدلا من اللبن،في اتجاهات السياسيين في البلد،وتحالفاتهم وعداواتهم.

تتأمل مئات الاسرار التي تعرفها كل يوم،فلا تفهم كيف تجري عمان السياسية،ولا تفهم ايضاً كيفية بناء التحالفات او فكها،وكيفية بناء العداوات،او الانقلاب نحو المصالحات دون سابق ميعاد او تبرير!.

ما الذي يجمع الشامي بالمغربي.هذا هو السؤال.وهو ذات السؤال المشتق من عنوان المقالة،لانك لا تفهم كيفية تحالف اليساري مع اليميني،والمعارض مع الموالي،والقريب والبعيد،ولا تعرف ايضاً هل نحن امام نخب سياسية حقاً،ام مجرد مجموعات تتشكل وينفرط عقدها لأتفه الاسباب؟!.

احدى مصائب الاردن الحديث هي الشلل والتجمعات،اذ يجمعنا منسف ويفرقنا منسف،ولا تجد فعلياً اي برنامج سياسي او خط واضح،او تفسير سياسي لأي تكتل يطرأ،او تكتل ينهار،وكل القصة لا تتجاوز الالعاب الصبيانية،في بلد ينوء بأحماله الثقال.

تفهم احياناً ان يتم بناء تكتل على اساس سياسي واضح ومحدد،يقوم على اساس افكار،وعلى اساس كيمياء معينة بين الناس،لكنك لا تفهم تكتلات الاسماء التي يوحي بها البعض،لانها لا تلتقي ابداً،واي لقاء بينها،كمن ُيشرّب المنسف بالملوخية،فلا بقي منسفاً،ولا صار اخضراً لزجاً دلعاً.

هذا ما كنا نقوله دوماً.لم يعد لدينا سياسيون حقيقيون الا من رحم ربي. لدينا اشباه سياسيين في الغالب،يطرقون رأس البلد ليل نهار بقصصهم،ودسائسهم،واسافينهم الطيارة والارضية،وكل من هو خارج السلطة يريد حرق من هو في السلطة،من اجل لعبة تدوير الكراسي.

المدارات التي يتم الايحاء بها،من تكتلات وتحالفات،هي مدارات هشة،ووقتية،لان البلد لايعلم بحاله الا الله،وشعبنا هرم من كثرة ما يرى ويسمع،ومن عجزه ايضاً عن فهم معظم سياسيي البلد،الذين لم تعد عليهم هيبة،وتراهم في كل عرس وعزاء وجاهة وعطوة،فيعوضون بالاجتماعي ما فشلوا به في السياسي.

الذي يحترم نفسه هذه الايام،يبتعد عن كل هذه الاجواء،ويختصر كل هذا الصداع،ويحفظ اسمه وكرامته،لان رؤية الانسان في كل مكان،وجلوسه الى كل اخر،بات يجلب صداعا منقطع النظير،ويؤشر على ان حياتنا السياسية باتت "ولدنة" في "ولدنة".

السياسي في الاردن يطعن السياسي الاخر في ظهره،لكنك قد تجدهما معاً في زفة عرس يرقصون ويصفقون،والسياسي في الاردن يحقد على السياسي الاخر لأتفه الاسباب،لكنه يتحالف معه،في وجه مسؤول ثالث،وهكذا تمضي الحياة،نتراقص كالاطفال فوق الارجوحة.

علاقات السياسيين في الاردن ببعضهم البعض،قائمة على نظرية تشريب المنسف بالملوخية،فلا تفهم ما الذي جاء بهؤلاء الى هؤلاء،ولا تفهم ايضاً سر عدم القدرة على الحفاظ على المكانة والهيبة،واختصار كل هذه الصور التي لا تليق بإنسان يسعى للبقاء.

لا المنسف احترمنا،ولا على الملوخية ابقينا،والمذاق المر والبشع،من هكذا خلطة يذوقه الواقفون على المائدة اولا قبل غيرهم...أليس كذلك؟!. ( الدستور )
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات