نهاية الحل السلمي / ما العمل؟

في حديثه لصحيفة واشنطن بوست قال جلالة الملك أن سنة 2011 سنة سيئة لعملية السلام ، بسبب المواقف المتعنتة لحكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة نتنياهو.
في ظاهره يبدو هذا القول نوعاً من التشاؤم ، ولكنه في الحقيقة قراءة صحيحة لواقع سياسي صعب ، بل أنه لا يخلو من التفاؤل إذ تم ربط التشاؤم بما تبقى من هذه السنة ، مما قد يعني ضمناً أن هناك مجالاً للتفاؤل بعد سنة 2011.
حقيقية الأمر أن إسرائيل التي أعلنت في أوقات مختلفة موافقتها على حل الدولتين لكي لا تبدو في حالة تصادم مع البيت الأبيض منذ أن أعلن بوش تأييده لقيام دولة فلسطينية ، إلا أنها تفعل كل ما تستطيع لإفشال هذا الحل وإبقاء الوضع الحالي لأطول فترة ممكنة لخلق وقائع على الأرض.
على سبيل المثال يرفض نتنياهو العودة لحدود 4 حزيران 1967 ولو كنقطة انطلاق قابلة للتعديل بموجب اتفاق لتبادل الأراضي. ويؤكد السيادة الإسرائيلية على القدس بأكملها باعتبارها عاصمة إسرائيل الموحدة والأبدية. وإذا لم يكن هذا كافياً لجعل الاتفاق مستحيلاً ، فإنه يطالب بسيطرة عسكرية إسرائيلية دائمة على نهر الأردن.
بعد كل هذه الشروط التعجيزية يطالب نتيناهو باستئناف المفاوضات الماراثونية مع السلطة الفلسطينية بدون شروط مسبقة ، ودون الحاجة لتجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة التي ستؤول إلى الدولة الفلسطينية في حالة قيامها.
يأخذ نتنياهو هذه المواقف المتصلبة لأن رئيساً أميركياً جديداً يتفوق على الرئيس الذي سبقه في مجال دعم إسرائيل مالياً وعسكرياً وسياسياً ، ويستعمل نفوذه للضغط على الجانب الضعيف وهو الطرف الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي منذ 44 عاماً.
باراك أوباما يقدّم لإسرائيل اليوم ما لم يقدمه غيره من قبل ، ويضغط على الفلسطينيين بل يهددهم إذا لجأوا إلى الأمم المتحدة في أيلول القادم طلباً للاعتراف بدولتهم التي يريدها باراك مجردة من السلاح. وبعد ذلك يتعهد بأمن إسرائيل وتفوقها عسكرياً على العرب مجتمعين ومنفردين.
طريق الحل السلمي مسدود بالكامل فما العمل؟.
( الراي )