الحديقة

تم نشره الثلاثاء 21st حزيران / يونيو 2011 01:02 صباحاً
الحديقة
موفق محادين

هل تعبر الحديقة عن تكوين طبيعي ومساحة من الفراغ والاطلالات التي تسعف الانسان في التقاط الروح بعد مكابدة نهار او حزن او واقعة ما.. ام هي تكوين انساني وحالة امتداد انسانية خارج الجسد.

في الكتب المقدسة وفي الاديان البدائية التي سبقتها ثمة شجرتان في البستان المفقود, هما شجرة الحياة وشجرة المعرفة, وقد خسر الانسان الشجرة الاولى ما ان تجاسر على شجرة المعرفة المطلقة تحت تأثير التاويلات المعروفة للتفاحة الآثمة وحواء الافعى.. الخ.

هذا ما يستعيده الانسان بعد الخمسين حين يكون قد استنفد مغامراته داخل التاريخ الذي يراه البعض تاريخا شيطانيا بالضرورة.. فتسكنه استدعاءات ورغبات دفينة للعودة الى الفردوس او البستان المفقود ويبدأ باسقاط هذه الرغبات على ما تيسر حوله من اشجار وبساتين صغيرة وغالبا ما تترافق هذه الرغبات بنزعات تدين صوفية »الديانة+ الرومانسية + الاحساس بالراحة والتسامح« كما تترافق مع ذكريات طرية وكأنها حاضرة في اللحظة نفسها.

والمدهش هنا, تمييز لويس ما سينيون بين الحديقة الرومانية (الامبريالية) على حد تعبيره والتي لا تزال تسيطر على الثقافة الاوروبية والامريكية, وبين الحديقة الانسانية (الروحية).

ففي ترجمة مهمة للصديق الدكتور اللبناني عفيف عثمان, ينطلق ماسينيون في تمييزه من اعتباره الحديقة مكانا لاحلام اليقظة, ومقابل الحدائق الاوروبية الكلاسيكية التي بدأت مع الامبرطورية الرومانية, كان الهدف هو السيطرة على العالم من وجهة نظر مركزية: منظورات كبيرة تقود الى الافق, احواض مياه كبيرة تعكس البعيد, محاطة باشجار ذات قامات شديدة, تقود العين شيئا فشيئا, نحو غزو البلد المجاور, مقابل ذلك, في الحديقة الاسلامية, الشيء الاول الذي يهم, هو انغلاق يعزل عن الخارج, وبدلا من ان يكون الاهتمام منصبا على الطرف, فهو يقيم في المركز.

تصنع هذه الحديقة بأخذ قطعة من الارض, باحياء مربع من الصحراء جرت المياه اليه, داخل حائط السور العالي, حيث لا يمكن »العيون« الفضولية ان تتجاوزه الى الداخل, نجد تخميسات من الاشجار والازهار, التي تتزاحم اكثر فاكثر, وذلك بقدر ما نذهب من الطرف نحو المركز. وفي المركز قرب عين الماء الفوار والمتدفق يوجد الكوخ الخشبي, هذه الحديقة, وعلى خلاف الحديقة الكلاسيكية, وحديقة المناظر اليابانية, تجلب سلوى للفكر المنطوي على ذاته. ( العرب اليوم )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات