سقطت القدس لأننا لانستحقها!

شطبت إسرائيل،مؤخراً،آلاف الاقامات لمقدسيين يحملون جنسيات اوروبية،وفي المعلومات ان كل من بلغ الثامنة عشرة من ابناء هؤلاء يتم شطب اقامته،دون سؤال أو جواب.
الضغط على المدينة يبدأ من السكان،لان المدينة بدون سكان،تتحول الى موقع ديني اثري،ولاجل اتمام عملية التهويد،يجري تفريغ المدينة من السكان بكل الوسائل،مابين شطب الاقامات،او العزل في قرى خارج حدود القدس،وفي حالات الترحيل الى غزة والضفة.
كل هذا يجري والصناديق والمؤسسات العربية التي اقيمت من اجل القدس لاتفعل شيئاً،ونصف مليار دولار وعد بها العرب قبل سنوات قليلة لاجل القدس في احدى القمم لم تصل حتى الان،لان العرب شركاء بشكل مباشر في تهويد المدينة.
لماذا نضحك على ذقون بعضنا البعض؟تهويد المدينة المحتلة يجري بموافقة عربية رسمية،لان العرب لاتسمع لهم سوى بيانا استنكارياً،ولغة حامية لاتنفع ولاتضر،وقد رأينا سرعة اسرائيل الهائلة خلال الشهور الاخيرة،في تطبيق اجراءات ضد عروبة المدينة مستفيدة من الربيع العربي!.
مستفيدة لان الدول العربية تمر في وضع مأساوي،والشعوب غاضبة،والانظمة تتساقط،وعنوان فلسطين ضاع وسط هذه الامواج العاتية،باستثناء اعلام نراها مرفوعة هنا وهناك في تونس والقاهرة واليمن،فيما كل الحراكات الشعبية باتت مكرسة لقضايا الداخل في كل دولة عربية.
الذي ينفقه ثري عربي في عام على نوادي القمار،وعلى الجواري،وفساد الليل والنهار،كفيل بالانفاق على كل بيوت القدس،والذي ينفقه ثري عربي لشراء نادٍ رياضي اجنبي،كفيل بدفع غرامات بيوت المقدسيين وضرائب متاجرهم.
هذه المصيبة تنسحب على المال الفلسطيني كما اشرت سابقاً،والشعب الفلسطيني من اغنى الشعوب العربية،مقارنة بكونه غير نفطي،وفيه اكبر طبقة مالية وسطى بين العرب،ومئات المليارات المخزنة لاتفيد فلسطين الا بكفالة يتيم،او بإعمار جامع في قرية.
مابين الحل الوحيد اي تحرير فلسطين،وتلك الحلول الاخرى من الجهد السياسي والمالي والمعنوي،بعنا كلنا القدس وقضيتها،ولم نفعل لها شيئا،سوى مزيد من النواح على اطلالها،حتى بتنا لانستحقها فعلا،ولو كنا نستحقها لبقيت بأيدي العرب،ولما نزعت منا هذا الانتزاع المهين.
القدس ضاعت،ولم يتبق من عروبتها واهلها الا القليل،وهي في اعناقنا،حكاما وانظمة وشعوباً،وماهو مشترك بين كل هؤلاء هو ان جميعهم اكتنزت اردافهم باللحم،فلا حركة ولاما يتحركون،وقست قلوبهم،ولا كأن القدس امانة من الله بأيديهم.
ضاعت القدس،لاننا لانستحق هذه اللؤلؤة،ولاتعود الا للاكف البيضاء التي تستحقها فعلا ذات وعد رباني،وانتزاعها من بين ايدينا كان اكبر اهانة وجهها التاريخ للعرب والمسلمين. ( الدستور )