الأزمة العالمية والأزمة المحلية

تم نشره الأحد 26 حزيران / يونيو 2011 12:23 صباحاً
الأزمة العالمية والأزمة المحلية
د. فهد الفانك

جاءت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية لتبرير جميع المشكلات والصعوبات الاقتصادية التي واجهت الأردن خلال 28 شهراً منذ خريف 2008 وحتى نهاية 2010 ، مع أن هذه المشكلات كانت في معظمها نتيجة سياسات محلية فاشلة.

نقـول للمرة الألف فيما يتعلق بالأردن فإن إيجابيات الأزمة العالمية فاقت سلبياتها ، فقد وفـّر الأردن خلال الفترة أكثر من مليار دولار في فاتورة البترول المستورد ، كما انخفضت أسـعار القمح والأعلاف والمواد الغذائية المستوردة ، وارتفعت أسعار الفوسفات والبوتاس ، ولم تنخفض المنح الخارجية الواردة للخزينة ، أو حوالات المغتربين ، أو المقبوضات السياحية ، ولم تتوقف تدفقات الاستثمارات العربية والأجنبية.

إذا صح أن الأزمة العالمية هي التي أثرت سـلباً على الاقتصاد الأردني ، فقد انتهت تلك الأزمة ، وتحول الاقتصاد العالمي إلى حالة من الانتعاش والنمو ، وارتفعت أسعار البترول والذهب والقمح والسكر والقهوة ، فهل يتحسن الاقتصاد الأردني! أم تزداد الصعوبات التي يواجهها ، لكي نعرف أخيراً بأن معظم صعوباتنا من صنع أيدينا.

لدينا الآن أزمة اقتصادية محلية بحتـه من صنع أيدينـا ، بـدأت في شهر شباط وما زالت مستمرة ، وتتمثل في الحراك الاجتماعي والسياسي وحركات الاعتصام والابتـزاز للحصول على مكاسب شخصية على حساب المصلحـة العامة في ظل دخان كثيف من تهم الفساد.

خلال ثلاثة أشـهر من هـذه الأزمة المحلية ، ارتفع عدد العاطلين عن العمل بمقدار 13 ألفاً ، وانخفض احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية بمقدار مليار دولار ، وارتفع الدين العام بمعدل 200 مليون دينار شهرياً ، وزاد عجز الموازنة بمعدل 108 ملايين دينار شهرياً ، وانخفضت أسعار الأسـهم بمعدل 7% ، وهبطت أعـداد السياح القادمين والمقبوضات منهم بنسبة 5ر6% ، وعادت الدولرة إلى الارتفاع ، وتجمدت حركة الاسـتثمارات الواردة ، وتفاقـم العجز التجاري ، وارتفع عجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات وارتفع حجم الديون المتعثـرة في ميزانيات البنوك ، وحققت دائرة مكافحة الفسـاد بأربعمائة اتهام بالفساد ، ولم يتم تحويل أحـد إلى المدعي العام بتهمة الافتـراء.

وإذا لم يكن كل هـذا كافياً فقد خفضت وكالات التصنيف الدولية منظـور الأردن المستقبلي من مستقر إلى سالب تمهيداً لتخفيض مرتبة مـلاءة الأردن الائتمانية. ( الراي )


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات