ثنائيات عربية

لاحظوا حركة الشارع العربي والحركة المضادة.. الشعارات, الهتافات, وكل عناوين هذا الحراك والحراك المضاد:-
1- العلم الوطني مقابل صور الرؤساء.. متظاهرون يتفننون في تصميم الأَعلام والرايات وبأحجام مختلفة فيما انصار الرؤساء يتفننون في تصميم صورهم..وبين ما ترمز له الاعلام وما ترمز له الصور مسافة كبيرة بين الاحرار والعبيد..
واذا كان الزعيم صاحب الكاريزما مفهوما فيما مضى خاصة اذا كان مخلصا لوطنه وامته ولم يمد يده على المال العام ويحول السلطة الى مزرعة عائلية, فأين من هؤلاء رؤساء اليوم الصغار... معتوه يتصرف كمبعوث للعناية الالهية, وشاويش صار رئيسا في غفلة من التاريخ وعملاء اخرجتهم السفارات الامريكية واليهودية العالمية من الثكنات الى الكراسي السوداء.
2- اناشيد واغان وطنية مقابل كلمات والحان من الدرجة العاشرة تؤكد الولاء والوفاء لهذا الرئيس او ذاك من محظوظي الثكنات (الامريكية واليهودية).
3- والحق اننا في كثير من هذه الحالات امام عصابات ومافيات ومزارع عائلية لا امام انظمة سياسية سواء كانت دكتاتورية كاملة او دكتاتورية نص كم..
4- وفي احسن الاحوال نحن امام صورتين او نسختين او موديلين من الشمال والجنوب العالمي. ففي كتابه (الثامن عشر من برومير بونابرت) توقف ماركس عند الطبعة الثانية المسخ من نابليون الاول, وكان يقصد ابن اخت الامبراطور الذي صار رئيسا بدعم عصابات باريس ثم اعلن نفسه امبراطورا ومات آخر الامر هاربا في ادغال الزولو..
اما موديل الجنوب, فتمثله السلطة العربية الحديثة في كتابات المفكر المغربي, محمد الجابري حين تحدث عن مثلث القبيلة او الطائفة - الغنيمة - العقيدة, الذي يجري تسويقه كمثلث معاصر لسلطة واقتصاد وايديولوجيا وشرعيات مزورة..
والانكى من كل ذلك انهم يظنون بانفسهم احسن الظن ولا يريدون ان يصدقوا انهم اصبحوا بضائع سياسية غير صالحة للاستعمال لا في السوق الرأسمالي ولا في السوق المحلي ( العرب اليوم )