هـل هـذا وقـت الاسـتـثـمـار؟

تشـير الإحصاءات إلى أن حركة الاستثمار المحلي والعربي والأجنبي انخفضت في الفترة الأخيرة بسـبب ظروف عدم التأكد في المنطقة ، فالمعروف أن رأس المال جبان ، ولا يقترب من المخاطرة إلا إذا كان العائـد مغرياً وهو ليس كذلك الآن.
خلافاً للاعتقاد السـائد فالركود أو التباطـؤ الاقتصادي هما في الواقع الظروف الملائمة للاستثمار ، لأن سر النجاح أن تدخل السوق وهو في أضعف حالاتـه ، وأن تخرج منه وهو في أقوى حالاته وليس العكـس.
الذين يشـترون الأسـهم عندما تكون أسعارها مرتفعة لأنهـم يتوقعون استمرار الارتفاع ، ثم يتخلصون منها عندما تكون أسعارها منخفضة لأنهم يتوقعون استمرار الانخفاض ، يضمنون تحقيق خسائر فادحـة قد تخرجهـم من السوق.
أفضل وقت للاسـتثمار في مشاريع جديـدة أو التوسع في مشاريع قائمة هو مرحلـة الركود الاقتصادي ، عندما تكون الأسعار والأجور في حدها الأدنى. ولكن بعض المستثمرين يختارون التريث وعدم استغلال الفرصة ، وينتظرون حتى تأتي دورة الرواج فترتفع الأسعار ويصعب البحث عن عمال وموظفين أكفاء ، ثم يندمون على تفويت الفرصة.
المضاربون في البورصة ، الذين اشتروا الأسـهم عندما كانت أسعارها في الأوج ، يعانون الآن من الخسائر ، وتبلغ معاناتهم حدها الأقصى إذا كانوا قد مولوا عمليات الشـراء بالاقتراض من البنـوك.
على العكس من ذلك فإن أسعار الأسهم اليوم في الحضيض ، أولاً لضعف الأرباح في سنة الركود السـابقة ، وثانياً بسبب حالة عـدم التأكد السائدة في المنطقة ، فهذا هو الوقت المناسب للشراء ، ذلك أن أي انخفاض في أسعار الأسـهم بعد الآن ، إذا حدث ، سيكون محـدوداً ، في حين أن موجة الارتفاع القادمة ستكون كبيرة وملموسة.
الفرصة الراهنة الملائمة للاستثمار والتوسع قد لا تطول ، وعندما تتغير سـيندم البعض فيقول كان بإمكاني أن أفعل هذا أو ذاك ، ولكني ترددت ، تماماً كما يقول من يمر بأرض ، هذه القطعة عرضت علي بربع السـعر الحالي ولكني جبنت.
حسـن التوقيت من أهـم عناصر النجاح ، والفرص الثمينـة لا تتكرر.(الرأي)