« يحيى السعود » يتحدث من رام الله !

مرة اخرى يخترق الوفد البرلماني الاردني الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني في مدينة الخليل .. وما زلت اذكر الزيارة التي شاركت فيها قبل عدة سنوات وفدا برلمانيا اردنيا برئاسة المهندس عبد الهادي المجالي -شافاه الله- لمدينة الخليل والوصول الى الحرم الابراهيمي للصلاة فيه وقد داهمنا المستوطنون ليمنعونا من الدخول واضطر مواطنون من الخليل وبعض افراد الشرطة حمل رئيس الوفد والخروج به من الحلقة التي ضربها المستوطنون للنيل منه ولولا لطف الله لوقع اعضاء الوفد ضحايا لاعتداءات المستوطنين الذين تجمعوا فورا امام الحرم ومن مركز الدبويا باسلحتهم وعصيهم وقنابلهم ..
تذكرت ذلك قبل يومين وانا اتحدث مع رئيس الوفد البرلماني الاردني الزائر الى المناطق المحتلة .. كان معي على الخط السيد يحيى السعود رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الاردني وقد تحمل ورفاقه العشرة من النواب ومجموعة من الصحفيين الذين دعتهم السلطة الفلسطينية مخاطر السفر والدخول الى المناطق التي تستفز المستوطنين وتدين احتلالهم .. كان صوت السعود عاليا وشجاعا لم يتردد في العبور الى ساحة الحرم الابراهيمي بعد زيارة والوفد الى رام الله والالتقاء مع الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والدكتور سلام فياض رئيس الوزراء ..
زيارة السعود قطعت الطريق على كل مشكك في الاخوة والتعاون الوثيق بين المؤسسات الاردنية والفلسطينية وخاصة مجلس النواب الاردني وما يمثله من توجه صادق لدعم الشعب الفلسطيني في صموده وفي كفاحه المستمر من اجل حريته واستقلاله وبناء دولته المستقله ..
نعم الرسالة وصلت والرئيس عباس قال :«الاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين» .. وكل الترهات التي يجري «لوكها» بين الحين والاخر لا اصل لها من الصحة وما هي الا اشاعات يريد العدو ان يعكر بها صفاء المياه الاردنية-الفلسطينية وان يصادر الجهود الكبيرة والعمل المستمر الذي قام به الاردن تاريخيا وما زال يقوم به من خلال قيادته وشعبه لدعم ومناصرة الشعب الفلسطيني والانتصار لقضاياه .
نعم في هذه الظروف تجسد هذه المجموعة من النواب باسم البرلمان كله والشعب الاردني موقفا نعتز به .. فالاسير يزار كما المريض ولا صحة لاي ادعاء بان هذا من اشكال التطبيع وكل من يقول بذلك انما يخدم سياسة المحتل الاسرائيلي الذي يريد للاردنيين والعرب ان يمارسوا الحرد والقطيعة وعدم نصرة ابناء شعبهم تحت الاحتلال بالتضامن معه وزيارة مواقعه ومؤسساته .. ومباركة عملها ..
على الهاتف قال لي يحيى السعود .. ما سمعته من الرئيس عباس اثلج صدورنا وبالتالي اثلج صدور كل الاردنيين الحريصين على علاقات من الاخوة والتميز .. فالفلسطينيون لا يرتضون عن وطنهم بديلا وهم يقاومون الاحتلال وسيقاومونه باساليب مختلفة اولها صمودهم واصرارهم على بناء دولتهم وتوفير مكوناتها، وانهم يرفضون أي سياسة لاقتلاعهم او حتى توطينهم خارج وطنهم ويصرون على حق العودة الذي كفلته لهم الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن، وهم يرفضون فكرة الوطن البديل التي تعمل دوائر صهيونية ومعادية الى دسها وعقد الخلاف والاثارة من خلالها ..
السعود الذي تحدث من رام الله قال انه مندهش لصلابة الشعب الفلسطيني وصموده واصراره ولوضوح موقف قيادته وحقها في الذهاب الى الامم المتحدة لتوليد الدولة الفلسطينية باعتراف دولي واسع .. وقال: ساعود الى الاردن احمل هذه الرسالة واعمل من خلالها من موقعي في لجنة فلسطين ومع زملائي في البرلمان لقطع دابر المزايدات والتشكيك ومحاولات النيل من الموقف الاردني الواضح والشفاف في هذا المجال ...
«يحيى السعود» يتحدث من رام الله! (الرأي)