ملء الفراغ الثاني

تم نشره الإثنين 18 تمّوز / يوليو 2011 01:10 صباحاً
ملء الفراغ الثاني
موفق محادين

بقدر ما انهت الحرب العالمية الثانية, المانيا النازية, بقدر ما اطلقت العد العكسي للامبراطورية البريطانية والفرنسية وسمحت لقوتين دوليتين جديدتين بالصعود, هما امريكا الرأسمالية وروسيا الشيوعية.

وقد لجأت امريكا لتكريس نفوذها الجديد الى استراتيجية قائمة على العنف واستخدام الانقلابات العسكرية لاغتصاب السلطة في العالم الثالث وتأمين مصالحها عبر هذه الانقلابات التي استهدفت اقصاء قوى الاستعمار القديم, البريطاني والفرنسي, ووقف النفوذ المتزايد للحركة الاشتراكية التي تعززت بتوسع موسكو شرق اوروبا وبالثورة الشيوعية في الصين..

وكان العنوان العام للاستراتيجية الامريكية هو ملء الفراغ او مبدأ ايزنهاور, نسبة الى الرئيس الامريكي آنذاك..

ومنذ ذلك الوقت وحتى ادارة اوباما والولايات المتحدة الامريكية تدير حروباً ومذابح بالجملة تسببت في هلاك وابادة ملايين البشر الابرياء كما تقدر خسائر الامريكان انفسهم في حروب الهند الصينية وكوريا والعراق ولبنان وغيرها بمليون جندي بين قتيل ومشوه, اضافة لتداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي الذي تحمل اعباء ارباح احتكار امريكا الفاحش للسلاح والنفط وغيرهما..

اليوم, وبالاحرى منذ ادارة اوباما والمطابخ الامريكية تقوم بمراجعة شاملة لهذه الاستراتيجية الدموية المكلفة وتحاول التأسيس لاستراتيجية جديدة تستبدل الحرس القديم وعسكر الامريكان في العالم الثالث بحرس جديد من قادة الثورات البرتقالية والملونة وذلك بسرقة الثورات الشعبية وتلوينها واستبدال الثكنات والجنرالات والعملاء السابقين بنشطاء حقوق الانسان والليبراليين الجدد في الشارع..

ليس بلا معنى اهتمام السفارات الامريكية وجولات بايدن بين نشطاء ما يعرف بالمنظمات غير الحكومية, وكذلك تحولات هؤلاء النشطاء وانتقالهم من منابر حكومية الى المعارضة واوساط ما يعرف بالاسلام التركي الليبرالي, بل ان هناك ما يربط بين صعود هذا النمط من الاسلام وبين الاستراتيجية الامريكية الجديدة التي لم تشطب دور العسكر بل خلقت له وظيفة جديدة هي وظيفة الضامن للتحولات الليبرالية..

وليس بلا معنى, هنا ايضا انه كما كانت تركيا القوة الاساسية في حلف بغداد القديم ايام الاستراتيجية الامريكية القديمة, فانها اليوم رافعة اساسية للاستراتيجية الامريكية الجديدة او الطبعة الثانية من ملء الفراغ.(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات